IMLebanon

السنيورة يزكزك برّي  

سيمر وقت قبل أن تُعرف أهداف الرئيس فؤاد السنيورة من ترشيحه النائب محمد رعد، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، الى رئاسة مجلس النواب. فمن حيث المبدأ الموضوع ليس مطروحاً في هذه المرحلة. ومن حيث المبدأ ايضاً معروف عن السنيورة أنّه يدرس كلامه مراراً وتكراراً قبل أن يتفوه به.

فهل قصد فؤاد السنيورة من هذا الترشيح إيجاد باب آخر من أبواب التسلية وتمضية الوقت (بل و»تقطيع الوقت«) حتى يشاء ربك أمراً كان مفعولاً بالنسبة الى الإستحقاق الرئاسي؟

أو إنه أراد أن يزكزك الرئيس نبيه بري؟

أو ربما أراد أن يعزف على التناقضات بين المكونين الشيعيين الكبيرين؟! (والتوضيح الصادر عنه في وقت لاحق لم يبدل حرفاً في ما قاله).

بداية ان نصاً أو أمراً أو عُرفاً أو حالاً قانونية لا تحول دون حق النائب محمد رعد في أن يكون رئيساً للمجلس… ولكن يقيناً أن ليس هذا ما يشغل بال الرئيس فؤاد السنيورة الذي يضطلع بدور كبير في هذه الحقبة من الزمن، يكاد يكون أكبر من دوره عندما كان في السراي الكبير رئيساً لمجلس الوزراء. فإضافة الى كونه رئيساً لكتلة تيار المستقبل النيابية، هو صاحب رأي في دعم هذا او ذاك لرئاسة الجمهورية بين المرشحين البارزين المعلنين، والمضمرين ايضاً وكذلك بين المرشحين المعلنين من خارج نادي الأربعة »الأقوياء«!

حتى كتابة هذا الكلام، مساء أمس، لم نكن  قد اطلعنا على أي رد فعل للرئيس نبيه بري الذي ربما يأخذ الأمر من باب الزكزكة ليس إلاّ، لأن الرئيس فؤاد السنيورة يعرف، كما اللبنانيون جميعاً، أن من يقرر من يكون رئيس المجلس النيابي في لبنان هما المكوّنان الشيعيان حزب الله وحركة أمل … والتجارب المتعاقبة أكدت على هذه الحقيقة التي »لا مزاح« فيها.

وسيّان أكان الرئيس فؤاد السنيورة قصد (فعلاً) ما قاله في شأن ترشيح محمد رعد لرئاسة مجلس النواب أم لم يقصده، فإنّ ما يهم في هذه المرحلة هو ملء الفراغ الرئاسي… هذا الفراغ المتمادي شغوراً في الكرسي الأول، والذي لا يُعرف متى يوضع له حدّ.

ولقد أخطأ البعض عندما قال، أمس، إنّ تأجيل الجلسة الرئاسية الرابعة والأربعين الى السابع من شهر أيلول المقبل شهراً كاملاً، يعني أن الإستحقاق الرئاسي في إجازة. في الأساس قد يكون الفراغ متمدداً لشهر ولشهرين ولثلاثة وربما لأكثر بكثير… ولكن الإمكان متوافر قانوناً لإجراء الإستحقاق الرئاسي في أيّ لحظة. فالمجلس النيابي هو، من حيث الوضع الدستوري، في حال إنعقاد دائم لانتخاب الرئيس… ولكن يجب أن تتوافر الظروف الموضوعية ليتم هذا الإستحاق. وأولها أن يكتمل النصاب! وإلاّ فكلّه حكي بحكي.

وعلى كل بانتظار أم 44 في السابع من أيلول المقبل، وعسى تكون تسوية ما قد هبطت على أصحاب الشأن في الكتل النيابية … علّ وعسى.