سوسان: ألِّفوا حكومة من أجل الناس وحاجاتهم لا من أجل أهوائكم
طغت الأزمات المعيشية والخدماتية على بهجة عيد الاضحى المبارك، وقد حل باهتاً وحزيناً على كثير من العائلات الصيداوية التي لم تستطع تأمين احتياجاته الضرورية من حلوى ولحوم وثياب جديدة وألعاب اطفال وهدايا، واقتصر على بعض الطقوس الدينية في أداء الصلاة وتقبل التهاني وتبادل الزيارات العائلية ونصب الاراجيح على بحر العيد والازدحام على الكورنيش البحري.
وتميزت عطلة العيد بثلاثة تطورات، الاول: المواقف السياسية التي أطلقها مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في خطبة العيد من مسجد الحاج بهاء الدين الحريري وقد اختصرت كل معاناة الناس وأوجاعهم، قائلا: «الطبقة السياسية الفاسدة التي حكمت البلاد وارتكبت الكثير من الموبقات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية والتربوية حولت لبنان درة الشرق بكل المرافق، دولة تعاني الجوع والفقر والقهر والحرمان فأصبح اللبناني عاجزاً عن تأمين أبسط مستلزمات الحياة الكريمة في الأعياد وغيرها وأملنا بالله ان يرحمنا منهم ومن فسادهم ويجعل لنا فرجاً ومخرجاً من تسلطهم»، متسائلاً «هل يعقل مدينة صيدا بلا ماء ولا كهرباء والنفايات تملأ الشوارع والذباب يغزو البيوت. فلتؤلفوا حكومة من اجل الناس وحاجاتهم لا من اجلكم ولا من أجل اهوائكم ولا من اجل مصالحكم وطوائفكم. لقد ملت الناس منكم ومن كلامكم كفى.. كفى».
والتطور الثاني، اعطاء بعض فاعليات صيدا الضوء الاخضر لبدء ثورة بوجه اصحاب المولدات الخاصة وعدم الرضوخ لشروطهم ولو بالقوة، بعد تعنت بعضهم وعدم التراجع عن التسعيرة الجائرة، حيث تراوحت بين 80 و95 سنتاً للكيولواط، وعلمت «نداء الوطن» ان الامين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» ابلغ مناصريه في المناطق بتصعيد الخطوات الميدانية لعدم القبول بمخالفة تسعيرة وزارة الطاقة، والتصدي لمحاولات قطع الاشتراكات عن الناس، وذلك بعدما تقدم بإخبار إلى المدعي العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان ضد أصحاب المولدات الذين يخالفون التسعيرة الرسمية الصادرة عن وزارة الطاقة، وسط مخاوف المواطنين من نوعية العدادات التي تم تركيبها أخيرا، والخشية ان تعمل بطريقة مريبة لتزيد من كمية السحب، مطالبين بالكشف الفني عليها لمعرفة اسباب السحب الزائد للكيلوواط.
وقد تقاطعت دعوة «التنظيم الشعبي الناصري» مع الموقف الناري لتيار «المستقبل» الذي لم يكتف باستنكار التفلت بتسعيرات اشتراكات المولدات الكهربائية وعدم الالتزام بتسعيرة وزارة الطاقة وتوصيات بلدية صيدا، بل حذر من أن «استهتار الدولة ولامبالاتها تجاه معاناة الناس ووجعهم من شأنه ان يؤدي الى فوضى وغضب»، قائلاً «لا تجربوا الناس بلقمة عيشهم».
ولم يسلم الاطباء من الشكوى، فأطلقوا صرخة لوقف ممارسات اصحاب المولدات وتهديدهم اليومي بقطع الاشتراك عنهم، مؤكدين وجوب وضع حد لرفع الأسعار بعدما ارتفعت فاتورة الاشتراك لدى عيادات الأطباء ومضاعفة اشتراك المصاعد. وقال رئيس رابطة أطباء صيدا الدكتور نزيه البزري إن الطبيب لم يعد قادراً على دفع هذه الفواتير العالية خاصة أن المعاينة ما زالت منخفضة مقارنة مع الارتفاع الحاصل.
والثالث: الازمة المتصاعدة في رغيف الخبز، بعدما اقفل الكثير من الافران تحت ذريعة نفاد مادة الطحين، وعملت أخرى لساعات معدودة فقط وباعت كميات محدودة، بعدما اصطف المواطنون بطوابير طويلة للحصول على ربطة خبز واحدة فقط، ما انعكس استياء عارماً سمعه ممثلو القوى الروحية والسياسية الصيداوية خلال استقبالهم المهنئين كشكاوى موحدة عن انقطاع الكهرباء والمياه وتراكم النفايات في احياء وشوارع المدينة وانتشار الروائح الكريهة. فيما المرارة الكبرى تبقى في ازمة رغيف الخبز وطوابير الذل حتى بات المواطنون يتقاتلون للحصول على ربطة الخبز بعد وقوفهم تحت حر الشمس ساعات طوالاً، ناهيك عن المعاناة على أبواب المستشفيات وفقدان الأدوية في الصيدليات وارتفاع اسعارها الجنوني والإرتفاع الجنوني باسعار السلع الغذائية والزيوت والأجبان والألبان طعام الفقراء سابقاً وفقدان القيمة الشرائية للرواتب والأجور وزيادة الضرائب على الهاتف والخليوي والكهرباء ودولرة العام الدراسي المقبل».