IMLebanon

الأرجح ألا يكون تشرين الأول  شهر الحصاد الرئاسي

من اليوم وحتى الحادي والثلاثين من هذا الشهر، ثلاثة وعشرون يوماً لعلّها الأطول، على المنتظرين، في تاريخ لبنان. فالجلسة السادسة والأربعون لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتي تقع يوم الإثنين الأخير من هذا الشهر، لم يثبت لغاية اليوم أنَّ المشاورات نضجت لتكون جلسة الإنتخابات أو على الأقل ليكون بالإمكان تقصير المدة إلى ما قبل 31 تشرين الأول، وذلك إنطلاقاً من المعطيات التالية:

في الثلاثاء الأول بعد 15 تشرين الأول تبدأ الدورة العادية لمجلس النواب، وعلى الأرجح فإنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو إلى جلسة تشريعية تتضمَّن بنوداً قد تصل إلى المئة بند تحت عنوان تشريع الضرورة، مستفيداً من جو التهدئة الذي يمارسه المعترضون على عقد أي جلسة قبل إنتخاب رئيس للجمهورية.

هكذا يكون الرئيس نبيه بري قد سجَّل نقطةً على العماد ميشال عون، فإذا شارك نوابه في الجلسة تكون كل نظرية وظيفة المجلس إنتخاب رئيس أولاً قد سقطت، فيعود نوابه إلى تحت قبة البرلمان تماماً كما عاد وزيراه إلى السراي الحكومي للمشاركة في جلسات مجلس الوزراء. هكذا فإن سحر إحتمال الوصول إلى قصر بعبدا يفعل مفعوله تهدئة ومهادنة وتجاوباً، سواء في مجلس الوزراء ولاحقاً في مجلس النواب.

إستحقاق الجلسة التشريعية ليس المحطة الوحيدة التي تجعل جلسة 31 تشرين الأول في موعدها، من دون تقديمها، فهناك محطة ثانية طوال الثلث الأخير من هذا الشهر، فالرئيس بري سيكون في جنيف بين 21 تشرين الأول و28 منه للمشاركة في مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي.

بين الجلسات التشريعية، والمشاركة في مؤتمر جنيف، يُعطي الرئيس بري إشارة غير مباشرة إلى أنَّ لا رئاسة هذا الشهر. هذا الإنطباع يتكامل مع جولة مشاورات جديدة سيُجريها الرئيس سعد الحريري داخلياً وخارجياً، لبلورة ما بدأه، ولن يكون هناك أيُّ شيء جديد قبل إنجاز دورة المشاورات.

إذاً، للمستعجلين يمكن القول:

يبدو أنَّ عليكم الإنتظار، وفي الإنتظار لا بد من تحمُّل هذه الحكومة الذي يزداد أداؤها سوءاً بلسان أعضاء فيها. فالوزير بطرس حرب، وهو من الوزراء الناشطين والناجحين، شكَّل صدمةً للرأي العام حين أطل مع الأستاذ مرسال غانم مساء الخميس، في برنامج كلام الناس المشوّق دائماً، والذي فاق فيه عدد المشاهدين لهذه الحلقة عن كل سابقاتها، ليقول الشيخ بطرس بكل جرأة:

لن أنتخب العماد عون.

كما قال هذه أسوأ حكومة شاركت بها في حياتي، عنوانها:

تبادل المصالح والإبتزاز والصفقات والسمسرات. فحين يقول وزيرٌ من وزن بطرس حرب هذا الكلام، فماذا يبقى للمواطن أن يقول؟

الغريب في الأمر أنَّ ما صدر عن الوزير حرب جاء بعد ساعات على إنعقاد مجلس الوزراء، بعد غياب نحو شهر، وقد صدرت عن الجلسة سلسلة قرارات رأى البعض أنه كان يمكن أن تنتظر.