استحقاق 31 الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، سيحصل في موعده، على ما تؤكد مصادر في التيار الوطني الحر، ومصادر في كتلة التنمية والتحرير، وان العماد ميشال عون، سيكون في مقدّم النواب الموجودين في المجلس النيابي، وكذلك الرئيس نبيه بري وكتلته وباقي النواب، وان عدم انعقاد الجلسة في موعدها المقرر، لن يتمّ الاّ في حالتين، الاولى، حصول حدث امني او سياسي كبير، يجعل من المستحيل عقد الجلسة، أو قبول العماد ميشال عون، بتأجيل الجلسة لمدة اسبوع اوعشرة ايام، تكون كافية لترتيب البيت الداخلي لقوى 8 آذار، وخلافاً لما يُشيعه البعض، بأن هناك قلقاً في أوساط التيار الوطني الحرّ، تؤكد مصادر التيار ان عون مرتاح لنتيجة الاتصالات التي أجريت مع مختلف الأفرقاء، وان التأييد له في المرحلة الاولى سيتراوح ما بين 80 نائباً و86 نائباً، وقد يزيد هذا العدد في المرحلة الثانية، خصوصاً ان هناك ثقة بأن الرئيس برّي لن يرفع الجلسة بحجّة فقدان النصاب، لأن اعداد المنسحبين، اذا انسحبوا لن يتجاوز العشرة نواب.
في مقالي يوم الجمعة الماضي، ذكرت ان معاناة عون لن تكون في 31 الجاري، بل في الايام التي تلي والبدء بالعمل لتشكيل اول حكومة له في عهده، وجاءت المعلومات يومي السبت والاحد، والتي نشرها بعض الزملاء، تؤكد، نقلاً عن مصادر للثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله، بأن التزام حزب الله بالعماد عون، يتوقف عند ابواب قصر بعبدا، وأي تفاهمات حصلت قبل الانتخاب، لا تعني شيئاً للثنائي الشيعي، وان تشكيل الحكومة الجديدة وغيرها من القضايا الأساسية، تخضع لتفاهمات بين عون وسعد الحريري من جهة، وبين رئيس المجلس النيابي وحلفائه من جهة ثانية، وان الثنائي الشيعي يشارك معاً في الحكومة، او يبقى خارج الحكم.
هذا الموقف، هو رسالة واضحة لعون والحريري، ان لا حكومة خارج التفاهم مع الرئيس بري والحلفاء الآخرين، بما يعني ان الثنائي الشيعي يقول «للحليف» ميشال عون ان «صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تاكل، وكول وشباع».
* * * *
هل يمكن للعماد عون وسعد الحريري، ان يكونا قادرين على انتشال لبنان من مأزقه، كما وعدا الشعب اللبناني بذلك، في ظلّ هذه المعادلة هل يمكن ان تشكّل حكومة العهد، في فترة زمنية مقبولة، قبل ان يدق الاستحقاق النيابي ابواب قصر بعبدا؟ هل يمكن ان تدور عجلة الدولة، من دون مشاركة شيعية في حال لم يتفاهم الحزب والحركة، لأن السيد حسن نصرالله، في كلمته امس، لم يعلن انه تم التوافق مع الحركة حتى هذه اللحظة، بالنسبة الى انتخاب العماد عون، دون ان يأتي على ذكر التفاهمات المستقبلية، ولكنه من الواضح تماماً انه لن يسهّل مهمة الحريري في تشكيل الحكومة، وهو أساساً ضد تسميته رئيساً للحكومة.
يبقى موضوع الحملة على سعد الحريري من قبل من هم من «عظام الرقبة» وهذه الحملة في حقيقة الأمر ظالمة، ومن لا يريد انتخاب عون، فليترك تيار المستقبل، وبهذه الحال يكون منسجماً مع نفسه، لأن سعد الحريري سيتعاون مع عون لسنوات، وسيكون مستغرباً ان يكون داخل التيار من هو ضد هذا التعاون، علماً بأن نواباً وفاعليات في تيار المستقبل، واستطلاعات للرأي اجريت في المناطق ذات الغالبية السنية، كشفت ان محازبي التيار في الاقليم وفي عكار وصيدا والعرقوب والضنية، تفهّموا بأكثريتهم موقف الحريري، وحتى في العاصمة لم تكن ردود الفعل متشنجة كما حصل في مناطق اخرى، خصوصاً بعد معرفة أنصار التيار ان الحريري وجعجع حصلا على قبول عون باتفاق الطائف وموافقته على تنفيذه كاملاً.