IMLebanon

مشاكل من دون حلول!

سأل مرجع قانوني، عن أسباب تعثّر الحلول، لمعظم المشاكل العالقة في البلاد، ومن دون ظهور أي حلول لها.

وأجابه مرجع ثانٍ، بأن في البلاد ثلاث كوارث تبحث عن معالجات.

وجود طبقة في الادارة، ترهّلت، واستسلمت للروتين الاداري واستساغته.

تعاقب قوى سياسية، على المسؤوليات.

وتكاثر جماعة المنافع في البلاد.

وهذه هجمت على الحكم، لكنها لم تشبع بما أكلت وما حظيت به من منافع.

كان أحد روّاد المنافع، يصغي الى والدته، وهي تتمنّى له النجاح.

… ولا يزعجه دعاء الأصدقاء ان يرزقه الله بوزارة مدهنة، كما في مغناة الأخوين رحباني.

لكن معظم المناصب أصبحت مدهنة!

لذلك، فإن البلاد شارفت على الافلاس، ولم تشارف هي على الاغتناء بما كسبته من منافع.

كان الرئيس سعدي المنلا، من عائلة طرابلسية غنية بالمواهب الاقتصادية.

وعندما أصبح رئيساً لمجلس الوزراء، رفع شعار نظافة الكفّ والجيب، على أبواب الأربعينات.

لم يسجل أحد عليه علّة سياسية، لأنه حرص على سلامة الوطن، والناس كانت مقبلة على الاستقلال.

ربما، هذه الصفات أصبحت من الماضي والحاضر مناقض له.

في حقبة الخمسينات انتقلت الزعامة السياسية في العاصمة الثانية، الى الشهيد رشيد كرامي.

وعندما خلف والده الرئيس عبدالحميد كرامي، سار على الدرب نفسه، وتابع الطريق من العام ١٩٥١ الى يوم شهادته.

وما سار عليه عبد الحميد تابعه الرشيد.

لماذا خضعت البلاد للروتين في الادارة؟

ولماذا اصابها حب المنفعة؟

ودرج في البلاد جنوح العباد الى المصالح الخاصة والمنافع الذاتية.

هل كان الانتقال من النيابة الى المنصب الوزاري، طريقاً الى رئاسة الحكومة؟

رشيد كرامي تسلم رئاسة الوزارة أواخر العام ١٩٥٥.

لكنه ظل يتصرف وكأنّ الدولة مسؤولية عامة لا خاصة.

هل كان الماضي، أصلب عوداً، في النظزة اى المرافق الرسمية؟

يروي احد ابرز الاداريين في السلطة، انه كلما حمل معاملة او اكثر الى الرئيس كرامي، كان يعكف على درسها بدقة، لكنه لم يوقع على معاملة اذا لم يتأكد بأنها دقيقة أو متوازنة!!

هل هذا ما يحصل الآن؟

لماذا اصبح المسؤول همه الأول والاوحد أن يأكل من المرافق العامة، لا ان يتركها نظيفة من الهدر؟

هل لهذه الاسباب ارتفعت نسبة الدين العام في البلاد؟

واستدراكاً، فإن النظافة في الدولة، ليست وقفاً على زعماء طرابلس وحدهم، لكنها مصاقبة انهم كانوا بهذه الصفات عندما آلت اليهم المناصب، والى سواهم من المدرسة نفسها!!

ربما، تألبت علي البلاد زعامات، كانت تنهل نفوذها من الغرباء.

أو فعلت ذلك للارضاء.

وهولاء عمموا المرض على قيادات في ظروف غير ملائمة لنصاعة الكف.

الا ان ما يحصل ليس مبررا لما تشاهده الناس من عيوب.