12 آب 2015، بماذا يمكن أن يدخل التاريخ هذا التاريخ؟
المؤرِّخون المعاصرون الذين ما زالت الوقائع أمام أعينهم سيقولون الآتي:
في هذا اليوم وفيما النفايات تملأ الشوارع والأقضية والمحافظات، وفيما انبعاثاتها تخنق الصدور، بدأ النهار بجلسة غير مجدية لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، وانتهت بتحرُّكٍ قام به التيار الوطني الحر رافعاً أهدافاً قديمة جديدة، متّبعاً الأسلوب نفسه.
في مثل هذا اليوم تحرك التيار الوطني الحر من أجل أهدافٍ لا يمكن تحقيقها إلا بوجود رئيسٍ للجمهورية، فيما هو يضع إجراء إنتخابات نيابية قبل الرئاسية، فيما الإنتخابات النيابية تحتاج إلى قانون والقانون غير متوافر ولا حكومة بإمكانها وضعه في هذه الظروف، وحتى لو وضعته فليس بالإمكان أن ينعقد مجلس النواب لمناقشته والمصادقة عليه، وحتى لو تمَّ ذلك فليس بالإمكان إجراء إنتخابات نيابية عامة في هذه الظروف، وهو ما أكَّده وزير الداخلية نهاد المشنوق في أكثر من مناسبة.
كلام المؤرخين هو ذاته كلام العامة من الناس، لا أحد يتأمّل أي نتيجةٍ من هذا التحرُّك، لا أمس ولا اليوم ولا غداً.
أليس من الأجدى أن تكون التحركات من أجل رفع النفايات؟
أليس من الأجدى أن تكون لخفض ساعات التقنين وإعطاء ساعات إضافية من الكهرباء؟
الجمهور نزل إلى الشارع، وهُو محقٌّ في تحركه الديمقراطي، والخلاصة:
لا جدوى.
آن لنا أن نفتِّش عن طرق أخرى لإيجاد المخارج، ففي عصرنا الحاضر لم يعد الشارع مكاناً لتحقيق المطالب. ألم نتعلَّم شيئاً من تظاهرات هيئة التنسيق النقابية؟
فماذا حققت غير إعطاء الطلاب إفادات بدل الشهادات؟
واليوم فإنَّ تحرُّك الشارع لن يُنتج قانوناً للإنتخابات، ولن يوجد مطامر للنفايات ولن يُحسِّن التيار الكهربائي. إنَّ المعالجات تكون بالخروج من الشارع لا بالنزول إليه.