Site icon IMLebanon

تقدُّم في ملف العسكريين الأسرى . . وتفكيك سيارة مفخخة في عرسال

تقدُّم في ملف العسكريين الأسرى . . وتفكيك سيارة مفخخة في عرسال

المشنوق وريفي يدافعان عن الجيش … ووفد البطاركة في البيت الأبيض

حضر الوضع الامني بقوة في جلسة مجلس الوزراء التي استمرت ست ساعات مساء امس في السراي الكبير، واستأثر هذا الوضع بالقسم الاكبر من المناقشات من زوايا متعددة، ابرزها الاجراءات المتخذة على الارض في جرود عرسال والبقاع، من قبل الجيش اللبناني والتطورات التي طرأت على قضية استعادة العسكريين المحتجزين لدى المجموعات المسلحة ما وراء جرود عرسال، فضلاً عن الانجاز الامني المتمثل بتفكيك سيارة مفخخة من نوع «كيا» وذات لوحة سورية تمكنت وحدة من مخابرات الجيش من كشفها في عرسال، وكانت محملة بـ75 كيلوغرام متفجرات، ومجهزة للتفجير واستهداف مواقع الجيش في المنطقة.

واطلع الرئيس تمام سلام الوزراء على المراحل المتقدمة التي بلغتها المفاوضات لتحرير الجنود ورجال الشرطة، والتي تم عبر التواصل غير المباشر مع الخاطفين، ووضع المجتمعين في اجواء رغبته بالسفر الى قطر على رأس وفد وزاري – امني لمتابعة الاتصالات والتي تشمل تركيا ايضاً.

وكشفت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان تقدماً ملموساً حصل على صعيد معالجة قضية الاسرى العسكريين شجع رئيس الحكومة على اتخاذ قراره بزيارة الدوحة، والتي تقوم بدور رئيسي في الاتصالات مع المسلحين، حيث استطاع موفدها من الحصول على تطمينات بالحفاظ على سلامة العسكريين.

وتوقعت المصادر ان تحدد نتائج الزيارة القطرية اتجاهات ذات الملف، مرجحة حصول انفراجات ملموسة قد تبدأ بالافراج عن المحتجزين لدى جبهة «النصرة».

واستبعد الرئيس سلام ان تكون هناك ضمانات قاطعة تسمح لتوقع تطورات متسارعة في ايام قليلة وان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يتابع القضية، بوصفها شغلهُ الشاغل.

وفي شأن متصل في ملف تحصين الساحة الداخلية، حضرت التصريحات المتسرعة للنائب خالد الضاهر على طاولة التعليقات من بعض الوزراء، اذ وصف وزير الصحة وائل ابو فاعور التعرض للجيش في هذه المرحلة بمثابة «خيانة وطنية»، فيما اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق كلام الضاهر، الذي شكك بمخابرات الجيش ودعا خادم الحرمين الشريفين بعدم انفاق اي مبلغ من المليارات الاربعة لمساعدته، ان «اي تصريح يشكك في دور الجيش وقيادته لا يعبر الا عن رأي صاحبه، ولا يمثل رأي الجهة السياسية التي ينتمي اليها، والتي عبرت عن موقفها اكثر من مرة بدعم الجيش وقيادته وسائر القوى الامنية.

وفي السياق نفسه كان موقف وزير العدل اللواء اشرف ريفي الذي رفض بشدة اي تعرض للجيش.

وكان الامين العام لتيار «المستقبل» احمد الحريري قال في تغريدة له على موقع «تويتر» ان «كلام النائب الضاهر لا يمثل تيار المستقبل، فموقف التيار حازم خلف الرئيس سعد الحريري بالتضامن حول الجيش والقوى الامنية وبدعم لحماية لبنان».

وحضر ما دار في اجتماع وزير الاعلام رمزي جريج ومديري اخبار وسائل الاعلام المرئي والذي قاطعته بعض المحطات العاملة في مناقشات مجلس الوزراء، حيث ابلغهم وزير الاعلام انه بصدد اتخاذ اجراءات قانونية في حق بعض القنوات التي لا تلتزم بالقانون لجهة وقف شحن النفوس واثارة النعرات المذهبية، وان الخروج على وثيقة الشرف سيعرض القناة المخالفة لاجراءات عقابية ولان الوضع استثنائي ويستدعي صون السلم الاهلي.

وتبنى الوزراء موقف الوزير جريج.

وكشفت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان موافقة مجلس الوزراء على اقامة مخيمات تجريبية على الحدود للحد من عملية النزوح السوري يأتي في اطار تحرك الدولة بهدف الضغط لمعالجة هذه المشكلة، واصفة اياها بانها احدى نقاط القوة، وفي الامكان ان تساهم بالحد من دخول السوريين ووقف تدفقهم لا سيما وان سوريا لم تعد كما كانت عليه في السابق، وكذلك الامر بالنسبة الى مراقبتهم فضلاً عن توفير الرعاية لهم.

ولفتت الى أن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس مكلف بمتابعة تفاصيل هذا القرار، وان هناك ضوءاً اخضر قد منح له في هذا السياق.

وافادت ان المرحلة الاولى ستكون باقامة مخيمين تجريبيين في كل من المصنع والعبودية على الحدود اللبنانية – السورية عبارة عن بيوت جاهزة التركيب، على ان يصار الى تأمين الاموال لهذه المخيمات من خلال الصاديق العربية والدولية.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء»: نحن كأفرقاء سياسيين ممثلين في الحكومة نؤمن بقدرات الجيش ووطنيته، ولا نشكك به ابداً، اما الاصوات التي تصدر وتتضمن تشكيكاً به فهي لا تمثل ابداً ارادة هذه الافرقاء.

وعلمت «اللواء» ان موضوع تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات نال وقتاً لا بأس به من النقاش، بعدما اصطحب بعض الوزراء اسماء مقترحة لهذا التعيين، وقد حظى اقتراح تسمية القاضي نديم عبد الملك لرئاستها من قبل وزير الحزب التقدمي الاشتراكي بموافقة الرئيس سلام وباقي الوزراء، علماً ان مرسوم تعيين الهيئة كان قد اعده وزير الداخلية وبرئاسة عبد الملك الذي كان يرأس الهيئة السابقة.

ولفتت مصادر وزارية الى ان هذا التعيين يمكن ان يدل من الناحية اللوجستية على ان التحضير للانتخابات النيابية قد انطلق، من دون ان يعني سياسياً حسم اجراء هذه الانتخابات في موعدها، على اعتبار ان هذا الامر يعود الى ارادة المجلس النيابي الذي في الامكان ان يلجأ للتمديد لنفسه مرة جديدة.

وفي مجال آخر، كشف الوزير حكيم لـ«اللواء» ان الحكومة وافقت على دعم مزارعي الشمندر السكري لناحية الري، كما وافقت على دعم القمح المحلي، مؤكداً انه سيصار الى استلام كميات من القمح ابتداءً من اليوم، مؤكداً انه بادر الى اقتراح هذا الدعم الذي يشكل بشرى سارة للمزارعين.

البقاع

 على ان النقاش في الوضع الامني لم يقتصر فقط على موضوع العسكريين وكشف السيارة المفخخة، بل تعداه الى الوضع في البقاع ككل، وجرى تركيز في هذا السياق على موضوع الخطف، وفق المطالعة التي قدمها وزير الداخلية، ملاحظاً ان الوضع بات افضل بعد الافراج عن المخطوفين عبدالله البريدي وحسين حسن الفليطي في بلدة حورتعلا وبرعاية من حزب الله، وبعدما كانت عائلة المصري من بريتال اختطفتهما منذ ايام على خلفية ملف العسكريين بقصد الضغط على المجموعات المسلحة للافراج عن ابنها العسكري زيد المصري.

واشارت المعلومات الى ان اتصالات قيادية على مستوى الامن العام وحزب الله افضت الى اطلاق سراح المخطوفين حيث تم تسليمها الى وفد من الامن العام.

ومن جهته كشف الوزير غازي زعيتر عن اتصالات تجري لتطويق الوضع في المنطقة، من خلال اجتماعات تصالحية، مشيراً الى انه دعا الى اجتماع موسع في جامع اليحفوفة غداً السبت لفاعليات بعلبك في حضورممثلين عن مختلف الاحزاب، كما ان اجتماعات تشاورية سيعقدها نواب المنطقة مع وجهاء المنطقة واركان العشائر يومي السبت والاحد بهدف وضع حد لظاهرة الخطف والاعتداء، وارساء معالجة جذرية لهذه الظاهرة.

البطاركة في البيت الابيض

 في هذا الوقت، جاء استقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما لوفد بطاركة الشرق، الذين اختتموا مؤتمراً لهم في واشنطن امس، بمثابة خطوة كبيرة باتجاه دعم مسيحيي الشرق، خصوصاً وان اللقاء استمر لاكثر من 35 دقيقة، اكد خلاله الرئيس الاميركي على دعم الجيش اللبناني لقمع الارهاب وعدم تسلله الى لبنان، داعياً اللبنانيين الى الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وكان الوفد الذي يرأسه البطريرك الماروني بشارة الراعي قد زار البيت الابيض مساء امس بتوقيت بيروت، وسلموا مستشارة الرئيس للامن القومي سوزان رايس مذكرة، بمحصلة مقررات المؤتمر، ثم تفاجأ اعضاء الوفد بحضور الرئيس اوباما متأثراً للشرح الذي قدموه له. لا سيما وان اللقاء تزامن مع ذكرى 11 ايلول.

وقال البطريرك الراعي في حديث اجراه مع الزميل مارسيل غانم، ضمن برنامج كلام الناس «من المؤسسة اللبنانية للارسال»، انه شعر بأن لبنان كان حاضراً في تفكير اوباما، الذي يعي مشاكلنا وخطورة تنظيم «داعش» في المنطقة»، وقد طرحنا قضايا منها الرئاسة الاولى ودعم الجيش اللبناني»، لافتا الى ان «اوباما قد وعدنا بالسهر لحماية لبنان من كل تداعيات ما يجري في المنطقة، وقد شعرنا بان اوباما يحمل همّ المنطقة وخطر داعش ويريد ان يدعم المنطقة والاقليات من خلال خطة تحرك يعمل عليها».

واشار الراعي الى ان «اوباما شدد على اهمية عودة المسيحيين الى بلداتهم وقراهم»، مضيفا «ان اوباما لم يدخل معهم بتفاصيل خطته لمواجهة داعش ولكنه يحمل المسؤولية في هذا الموضوع».

ولفت الى «اننا ركزنا على المآساة وضرورة الحل والقضاء على الحركات التكفيرية وعودة المسيحيين والتعويض عليهم».

وتوجه الراعي الى كل من انتقد مؤتمر دعم المسيحيين في واشنطن بالقول:»لا خوف من كل ما كتب وحكي»، موضحا ان «هذا المؤتمر كان لدعم المسيحيين وقضاياهم ولم يحصل اي خرق او تشويش»، مؤكدا ان «المؤتمر كان ناجحاً وحقق مبتغاه في ايصال الصوت المسيحي الى العالم».

نافياً، ان يكون قد لمس في البيت الابيض اية تداعيات سلبية لما حصل من اشكال مع النائب الاميركي تيري كروز، حيث انسحبت بعض الشخصيات من المؤتمر احتجاجاً على الكلام الذي تفوه به (راجع ص 4).