IMLebanon

مشروع وطن  

لا خلفيات لدى الرجل، مع أنّه يلج السياسة من أوسع أبوابها، حاملاً على منكبيه إنجازات وطنية (من خلال دوره العسكري السابق) قلّما توافرت لسواه، إلاّ لتلك الندرة من القياديين.

أجل، لا خلفيات، فالعميد شامل روكز يكاد يكون الوحيد بين أهل السياسة اليوم، الذي ليست لديه عداوات سياسية مع أي طرف.

هل هذا يعني أنه من دون موقف؟

أبداً، فالرجل صاحب موقف معروف ومعلن… ولهذا هو يمتاز عن الكثيرين، باعتبار أن مواقفه تنطلق من الإقتناعات الوطنية العالية التي إكتسبها في مدرسة الجيش، ونمّاها بالممارسة، وهو اليوم يمكنه أن يفاخر بأنّ اللبنانيين من مناطقهم كلها، ومن الأطياف كافة، وحتى من الإنتماءات السياسية المتعدّدة يكنّون له مودة ظاهرة، ويخصّونه بتقدير واضح… وهو ما يتقاطع عنده الكثيرون من روّاد مواقع التواصل الإجتماعي الإلكترونية.

شامل روكز ليس منتمياً الى التيار الوطني الحر. وفي الوقت ذاته ليس على خصومة مع (عمه والد السيدة عقيلته) الجنرال ميشال عون. ولا هو كذلك على خصومة مع رئيس التيار عديله الوزير جبران باسيل بالرغم ممّا يتردّد كثيراً من شائعات مغرضة في هذا السياق. وليست مصادفة أنه جمع العيلة في مقره الصيفي في اللقلوق قبل أيام.

لا ينكر شامل روكز أنه في المعترك السياسي، ولكن الصمت يغلب عليه عند مقاربة التفاصيل. يتحدّث عن المرشحين الرئاسيين (العماد عون والوزير فرنجية) وكأنه مراقب حيادي. أي بموضوعية مطلقة، بالرغم ممّا يربطه بالرابية من أواصر القربى والعلاقة القديمة المستمرة، وببنشعي من صداقة.

يتناول القيادات اللبنانية المختلفة باحترام، وحرص على أن يرى الإيجابيات للبناء عليها خصوصاً في مجال الوفاق والتقارب. يخص الوزير نهاد المشنوق بمحبة (نعرف أنها متبادلة).

متفائل هو بمستقبل لبنان. يرى أن الإهتمام الدولي لهذا الوطن قائم وضاغط. ولكن أحداً لا يحل محل اللبنانيين الذين عليهم أن يأخذوا قضاياهم بأنفسهم.

لا يتوقف كثيراً عند من يرشحه الى ما يتجاوز النيابة ويعلو على الوزارة.. ولكنه لا يخفي، إطلاقاً، أنه في الحقل العام. يركّز كثيراً على العلاقة مع الناس. يعرف أن اللبنانيين يحبونه ويعتبر محبة الناس هبة من اللّه واستحقاقاً من الإنسان.

هذا العسكري العنيد ديبلوماسي بامتياز. ولكنه صادق في كل حين. اعتقاده الراسخ أنّ الجيش هو الذي يوفر الحماية للبنانيين، ويستدرك انه توجه الى القاع، اثر الهجوم الداعشي عليها، من دون ان يرافقه أحد… ولكن عندما علم الناس بأنه هناك راحوا يتوافدون من المناطق المجاورة والبعيدة، فلم يسمعوا منه سوى: «الإمرة للجيش».

وهذا العنيد متواضع الى حدود الخجل. وهادىء الى عدم قدرة أحد على استثارته.

إنه مشروع وطن للمستقبل؟ صحيح!

ولكن البعض يضيء الشموع ليقرب موعد هذا المشروع.

لأننا إشتقنا الى الوطن.