لا جديد تحت شمس الاستحقاق الرئاسي، قبل قرابة عشرة أيام من موعد إنعقاد الجلسة الخامسة والأربعين لانتخاب الرئيس الجديد، وكل المؤشرات والمعطيات المتوافرة عند كل الجهات المعنية تؤكد ان الأبواب أمام الانتخاب ما زالت مقفلة أمام وصول العماد عون إلى قصر بعبدا في حلول 28 أيلول الجاري على خلفية أن رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري سيعلن فور عودته المنتظرة إلى بيروت انضمامه إلى قائمة مؤيدي انتخاب الجنرال.
غير أن المواقف التي أطلقها نواب في تيّار المستقبل تعقيباً على هذا الفخ الإعلامي الذي ملأ الساحة والأجواء في اليومين الماضيين، تنفي نفياً قاطعاً وجود أي اتجاه عند رئيسهم، للتحول في إتجاه عون انقاذاً للوضع المأزوم على حساب مرشحه رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، وأن كل الشائعات التي وزعها التيار البرتقالي عن وجود تحول في موقف الحريري هي ليست صحيحة، مما لا يترك مجالاً للتأويل، أو لأي إحتمال بالحصول أي تحول أو تبدل في قرار التيار الأزرق بالمضي في ترشيح رئيس تيار المردة، وعدم الرضوخ للضغوط التي تمارس عليه للعدول عن هذا الترشيح.
والمتهم الأول بممارسة مثل هذه الضغوط عند نواب التيار الأزرق، وعند كل من يدور في فلكه هو حزب الله بقصد إثارة البلبلة وجعل الثقة تهتز بين الحريري، وفرنجية الذي يتكل في ترشيحه على الدعم المستقبلي له، ومن غير المستبعد أن يتطرق البيان الذي سيصدر اليوم عن اجتماع كتلة المستقبل إلى الموضوع الرئاسي، ويضع النقاط فوق الحروف رداً على تسريبات حزب الله التي تهدف إلى الايقاع بين تياري المستقبل والمردة على خلفية تخلي التيار الأزرق عن التزامه في ترشيح فرنجية.
ما صدر عن نواب المستقبل تجاه ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، لا شك في انه شكل صدمة قوية للتيار البرتقالي وزعمائه الذين تفاءلوا بإمكان انتخاب عون رئيساً للجمهورية في جلسة 28 أيلول الجاري، والتي اطلقوا عليها تسمية جلسة الحسم، أي حسم الانتخابات الرئاسية بإيصال زعيمهم إلى قصر بعبدا على حصان أبيض، وبات السؤال المطروح هو ماذا سيكون ردّ تكتل الإصلاح والتغيير الذي يجتمع اليوم، على هذه الأجواء الجديدة التي طرأت على الجو العام، هل يعلن الحرب على الجميع، وينفذ تهديداته بالنزول إلى الشارع وقلب الطاولة على الجميع، وعلى طريقة عليّ وعلى أعدائي، أم يتريث ويتعقل ويرجئ القرار إلى 13 تشرين الأول موعد خروج الجنرال من قصر بعبدا على متن دبابة وبحماية السفارة الفرنسية، ومنها إلى باريس منفياً لأكثر من أحد عشر عاماً، والأرجح انه سوف يتريث ولن يقدم على هذه الخطوة بناء على تطمينات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي حسم موضوع الاستحقاق الرئاسي بتأكيده على مقولة الجنرال أو لا أحد حتى ولو تألبت كل دول العالم على حزب الله، فهنيئاً للتيار البرتقالي بهذا الوعد والتعهد ولا ينسى المثل الدارج الذي يقول «عالوعد يا كمون».