Site icon IMLebanon

إيجابيات معاهدة الدفاع وسلبياتها

السؤال الملح قبل ساعات من القمة الأميركية – الخليجية في “كمب ديفيد” هل ترقى العلاقة بين واشنطن وحلفائها التاريخيين، وخصوصاً السعودية، من مستوى الشركة التي تأزمت في السنوات الاخيرة، الى مرتبة التحالف في إطار معاهدة للدفاع المشترك على رغم ان هذا يبقى إحتمالاً بعيداً؟

حاولت مؤسسات للدراسات الاستراتيجية الأميركية أن ترد على هذا السؤال في الفترة الأخيرة، بعد الاضطراب الذي أصاب العلاقات بين الطرفين نتيجة تهافت باراك أوباما على توقيع اتفاق نووي مع ايران بأي ثمن، الى درجة موافقته على رفع فوري للعقوبات عن ايران، على رغم معارضة جون كيري وغيره ممن يفضلون الرفع التدريجي المتوازي مع تنفيذ الإيرانيين مندرجات الإتفاق!

أوباما كرر في الفترة الأخيرة ان من شأن الاتفاق ان يشكل فرصة لإعادة الأمن الإقليمي “لأن ايران المقيدة باتفاق نووي ستكون اقل خطراً من دون هذا الإتفاق وان التهديدات التي تواجهها دول الخليج قد لا تأتي من غزو إيراني بل من التذمر في داخلها”!

وبغض النظر عما يشكله هذا الكلام من تعام عن تدخلات إيران في دول المنطقة وآخرها اليمن، فان القمة تضع واقعاً تاريخياً من العلاقات الدافئة على مفترق طالما حذر منه سياسيون أميركيون سابقون ومحللون أجمعوا على انه ليس من مصلحة أميركا “ان تستبدل حلفاءها التاريخيين والمضمونين بأعدائها التاريخيين غير المضمونين”، في إشارة إلى إمكان تفاهم أميركا مع إيران على حساب الدول الخليجية.

في محصّلة الدراسات الاميركية أن عقد معاهدة للدفاع المشترك بين اميركا ودول مجلس التعاون الخليجي يمكن ان ينطوي عملياً على تسع إيجابيات في مقابل سبع سلبيات، ومن هذه الإيجابيات على سبيل المثال لا الحصر: ان المعاهدة ترسّخ الاستقرار في الاقليم وتؤكد نية الردع الاميركي لنيات إيران التوسعية، وانها تزيد التكامل العسكري والتنسيق السياسي، وانها تحول دون قيام سباق تسلح نووي في الاقليم، وان دول الخليج تملك ترسانة من الاسلحة الحديثة مما يقلل الاعتماد على اميركا على المدى المتوسط، وانها تعطي الاميركيين وجوداً عسكرياً فعالاً في هذه المنطقة الحيوية من العالم، ومن شأن كل هذا ان يدعم فاعلية الحرب التي تدور الآن ضد ايديولوجيا الارهاب وخصوصاً في سوريا والعراق.

ومن السلبيات مثلاً، انها قد تدفع اميركا الى الإنزلاق في أي حرب تفتعلها إيران مباشرة أو عبر وكلائها الإقليميين، وأن أميركا قد تجد انها متورطة في حروب مذهبية في المنطقة لا نهاية لها، أضف الى كل هذا ان الكونغرس الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني سيعارض هذه المعاهدة، ثم ان المعاهدة ستعمّق اعتماد الخليجيين وتعوق بناء قدراتهم العسكرية الذاتية.