IMLebanon

فلنحمِ الجيش منهم!

هل اصبحت “معركة الربيع” على الأبواب؟ هذا السؤال مطروح أكثر اليوم مع تزايد الحديث عن ان قرب اشتعال المناطق المحاذية للحدود اللبنانية – السورية في حرب “ربيعية” يسعى اليها “حزب الله” محاولا استدراج الجيش اللبناني اليها لحماية ظهره لجهة الحدود اللبنانية، بينما يشن مع قوات نظام بشار الاسد وبقية الميليشيات العاملة ضمن منظومة “الحرس الثوري” في سوريا هجوما واسع النطاق في منطقة القلمون نزولا الى المناطق المواجهة لشبعا الجنوبية.

اول العارفين بمحاولة “حزب الله” استدراج الجيش الى تجاوز مهمة حماية الأراضي اللبنانية الى الدخول في تنسيق ميداني عملاني ثلاثي يشمل قوات النظام هو قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يقال انه يحاول تفادي هذا المنزلق الخطير الذي يدفع في اتجاهه “حزب الله” المتورط بالدماء السورية، وغير العابئ لمضاعفات توريط الجيش اللبناني ممثل الشرعية اللبنانية في الحرب السورية. ومع ذلك نعتبر ان على القوى الاستقلالية ولا سيما المشاركة في الحكومة وفي مقدمها “تيار المستقبل” عبر وزراء ١٤ آذار ان تتخذ موقفا حاسما في مجلس الوزراء يعلن رفض تحويل الجيش الى “حرس” لتورط ميليشيا “حزب الله” في سوريا. فالجيش ليس من مهماته ان يصير جهازا “شغالا” عند “حزب الله”!

إن توريط الجيش اللبناني في مهمات تتعدى حماية الحدود من الجهة اللبنانية وتوريطه في التنسيق مع قوات نظام بشار الاسد لمحاصرة الثوار في القلمون وغيرها من المناطق المحاذية للحدود اللبنانية أمر له تداعيات كبيرة، ويفترض ان يكون للاستقلاليين موقف صريح أكان في مجلس الوزراء ام مع قيادة الجيش نفسها يضع خطا احمر دون توريط الجيش.

لا يجوز للاستقلاليين ان يعتبروا المشاركة في حكومة اشبه ما تكون بمجلس بلدي مكسبا يغنيهم عن مهمة حماية المؤسسة العسكرية من الانغماس في الدماء السورية، في وقت يدرك الجميع وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري ان “حزب الله” ماض في حربه السورية بلا رادع، واكثر من ذلك انه لم يتوقف يوما عن سعيه المنهجي الى وضع اليد على كل المؤسسة العسكرية، بعدما نجح الى حد معين في اختراق عدد من المواقع المهمة في المؤسسة العسكرية.

بناء على ما تقدم، وبينما يجول الجنرال ميشال عون على القيادات السياسية في البلاد محاولا حشد دعم لمرشحه لمنصب قائد الجيش، لا بد من سؤال مرشح الجنرال عما سيكون عليه موقفه العملي – اذا تبوأ المنصب – وبازاء محاولات “حزب الله” توريط الجيش في الدماء السورية وتحويله “حارسا” لميليشياته.

على الجميع في لبنان إدراك انه مهما طال الزمن فإن “حزب الله” سيهزم في سوريا، ومهما قدم من أرواح الشبان المغرر بهم على مذبح حروب إيران “الامبراطورية”. فلنحم جميعاً الجيش.