IMLebanon

حماية الأقليّات المسيحيّة في الشرق من مُهمّة المسلمين

تقول احدى المصادر المسيحية المؤرخة، بان المسيحيين قد اثبتوا حضوراً مهماً على صعيد الكفاح المسلح في حرب استقلال الأمة العربية في أكثر من قطر عربي ففي مصر كان للأقباط دورا مهماً في مقاومة الانكليز وفي فلسطين كان لجورج حبش ونايف حواتمة ووديع حداد وآخرين دورا بارزا في ثورة الشعب الفلسطيني ضد الانكليز والصهاينة، أما في سوريا ولبنان والعراق فكان الحضور كبيراً ومميزاً، اضافة الى معركة الفكر والعلم والحرية والتقدم فكان للمفكرين والمثقفين والمهنيين المسيحيين بصمات مهمة في تاريخ الامة الحديث.

ويضيف المصدر بان حماية الاقليات المسيحية العربية ورعاية مصالحها ومراعاة خواطرها وصيانة حقوقها، ليست قضية مسيحية حتى لو بدت كذلك، وانما هي بالفعل قضية اسلامية يتضح بدلالتها عمق المضمون الحضاري والاخلاقي والديموقراطي للاكثرية المسلمة التي تتباهى دوماً بانها خير امة اُخرجت للناس، والتي لا يجوز لها ان ترضى باضطهاد المسيحي الذي يقدم عروبته على مسيحيته، ويتشبث بالعيش وسط المجتمعات العربية الاسلامية وليس المسيحية الاجنبية. فيما ينعم بموفور الامن والامان، ذلك اليهودي العربي الذي قدم يهوديته على عروبته، وسارع بالرحيل عن المجتمعات الاسلامية الى حيث دولة الاغتصاب الاسرائيلية العنصرية. وهنا يذكر المصدر بتقرير لمؤسسة حقوق الانسان اعده الاب نداف عن هجرة المسيحيين حيث يصل تعداد المسيحيين في فلسطين وتركيا والدول العربية إلى ما بين 12 الى 15 مليون نسمة غالبيتهم يعيشون في مصر، ويتوقع بعض المراقبين ان يهبط الرقم الى 6 ملايين نسمة فقط بحلول عام 2020 ، نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين. ويشير التقرير، ان تعداد المسيحيين في تركيا بلغ مليوني نسمة عام 1920 وتناقص الى بضعة آلاف وهو ما يهدد الحضور المسيحي التاريخي هناك وفي سوريا كان تعداد المسيحيين في بداية القرن العشرين يقارب ثلث السكان، وتناقص حالياً الى أقل من 10 في المئة من مجمل الشعب السوري.

ـ لبنان ـ

– عام 1932 كان المسيحيون يشكلون ما يقرب من 55 في المئة من السكان المقيمين في لبنان، وأصبح يدور حول 36 في المئة من السكان فقط، فيما تعتبر مصادر ان هذا الرقم غير دقيق وان النسبة لا تقل عن 40 في المئة.

ـ مصر ـ

– التقديرات في مصر متضاربة، حيث يرى بعض الاسلاميين ان تعداد الأقباط لا يزيد عن 6 في المئة من السكان، فيما ترى المصادر القبطية ان العدد يراوح ما بين 12 و15 في المئة من السكان.

ـ فلسطين ـ

– في مدينة الناصرة كان تعداد المسيحيين يصل الى 60 في المئة من السكان عام 1946 وتناقص الى 40 في المئة عام 1983 والعدد آخذ في التناقص يوماً بعد يوم . أما القدس (يروشلايم) فإن حالة المسيحيين فيها تبدو أكثر إيلاما، كان تعداد المسيحيين فيها عام 1922 – 15 الف نسمة في حين بلغ تعداد المسلمين 13 ألف نسمة. أما في الوقت الحالي لم يعد المسيحيون يشكلون أكثر من 2 في المئة من السكان في الاحياء الغربية للقدس. وفي بيت لحم يصل عدد المسيحين اليوم الى اقل من 2 بالمئةالعراق

– الوضع في العراق أكثر سوءا ، ففي ظل حكم صدام حسين بلغ تعداد المسيحيين 800 الف نسمة من مجمل السكان الذين يعدون 26 مليون نسمة، وتضاءل عددهم كثيرا في ظل الاحتلال الاميركي وتنامي عمليات القتل والترويع الى حد انهم أصبحوا بضعة آلاف.

لكن، يشير المصدر بانه بالامس، القريب، وبسبب اضطهاد التكفيريين الاصوليين من «الدولة الاسلامية» في العراق والشام، اكثر من مليون ونصف مسيحي هاجروا الى دول غربية مثل كندا واوروبا واستراليا واميركا. وهذا هو الحدث الاهم من حكومة ومن عقد جلسة تشريعية مطلوب عقدها، او من مؤتمر مشرقي للمسيحيين لا يقدم او يؤخر، لان اعظم جريمة هي تهجير اكثر من اربعة ملايين مسيحي عراقي والان مليون ونصف مليون مسيحي من سوريا ومن علامات ما يجري للمسيحيين من تهجير وواقع هو ما نعرضه بالنسبة لواقع المسيحيين في المشرق العربي بسبب كره الزيوان التكفيري من «داعش» و«النصرة». ومتفرعاتها للمسيحية التي هي حبة قمح الشرق فقد تم تدمير 554 كنيسة في سوريا وجرى تدمير كل التماثيل فيها باستثناء ما هو مذهب وايقونات اثرية غالية الثمن وقد لا تقدر بثمن وتم تهجير مليون ومئة الف مسيحي من سوريا الى دول الجوار خاصة لبنان. وقد هاجر الى استراليا وكندا واميركا واوروبا من تركيا والعراق والاردن ولبنان وسوريا حوالى 720 الف مسيحي مع كامل عائلاتهم واولادهم بتأشيرات هجرة دون رجوع لان شرط اعطاء الاقامة هو عدم العودة وبذلك يكون قد بقي في سوريا نصف مليون مسيحي في منطقة الساحل يتحضرون للهجرة من سوريا الى بلدان تعطيهم اقامة دائمة دون رجوع.وعدد القتلى من المسيحيين الذين ذبحوا خارج المعارك 73000 مسيحي بينهم حوالى الـ 600 راهب وكاهن ومطران. كذلك يجري ترحيل المسيحيين في بواخر من مينائي اللاذقية وطرطوس الى قبرص وقارب عددهم المليون نسمة

ويختم المصدر بالقول، ولان المسيحيين هم حبة قمح الشرق المباركة والتكفيريون هم الزيوان الملعون، فالمشرق العربي يلهث خلف انفاسه، وتخفق بالخزي والعار دقات قلبه، وهو يرى افواج المسيحيين العرب من اهل مصر وسوريا والعراق وايضا لبنان , يغادرون ديار آبائهم واجدادهم مكرهين، ويهيمون على وجوههم في اقطاب الارض طلباً للعيش والامان، فيما تتقاطر كل يوم على ديارنا المستباحة قطعان اليهود والمتهودين والتكفيريين الغرباء، وسوائب الصهاينة والمتصهينين المستجلبين والمستوردين من كل البقاع والاصقاع.