IMLebanon

خلل بروتوكولي انهى علاقة الـ10 سنوات

ضرب الجليد الطريق التي تصل الرابية بنشعي الى حد لم تعد كاسحات الثلوج السياسية في فريق 8 آذار تنفع في جرفها، فكثافته المصحوبة برياح شمالية قاسية قطعت كافة المسالك بين الموقعين وبات الامر يحتاج الى دفء عجائبي كي يذيب بعضه وربما من زاوية «على قد المحبة العتب كبير» وفق اوساط عليمة بايقاع الرابية تصف الواقع الراهن بين «التيار الوطني الحر» وتيار المردة» على الرغم من التعاميم في اوساط الطرفين بتجنب الخلاف، الا ان المحظور وقع لا محالة «ولعن الله السياسة اذا دخلت الجنة افسدتها» وفق المثل المعروف حيث «لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل مصلحة دائمة» وفق المدرسة السياسية التقليدية التي غالبا ما تركب المحادل والبوسطات في المواسم الانتخابية.

وتضيف الاوساط ان الاطلالة الاعلامية للنائب سليمان فرنجية كسرت ركود المستنقع السياسي ربما لشق الطريق الى قصر بعبدا بعدما نبت عليها العشب البرّي في ظل غياب وانعدام حركة المرور يوم كان القصر مكان اقامة الرئيس العتيد قبل شغور الموقع ولعل اللافت ان فرنجية باطلالته التي كان واضحا فيها في كل الامور تقريبا بدا حازما في الاندفاع باعلان ترشيحه مع شيء من الحدة وربما الحدة المذكورة تعود وفق التسريبات هي ردة فعل على اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية جبران باسيل في البترون حيث وقع خلل بروتوكولي تمثل بتأخر باسيل 10 دقائق لاستقبال فرنجية كانت كفيلة بقطع علاقة 10 سنوات بين الفريقين، ما سبب التأخير فيقول بعض العارفين ان وزير الخارجية فوجئ بوصول فرنجية، فسارع الى ارتداء ثيابه الرسمية كونه كان «بثياب سبور» لينتقل الى صالون المنزل ويلتقي زعيم «تيار المردة».

اوساط اخرى تقول ان الامر لا ينحصر بخلل بروتوكولي بل بأن «المياه مرت من تحت العماد ميشال عون دون ان يكتشف ذلك الا بعد مبادرة الرئيس سعد الحريري حيث شعر انه كان اخر من يعلم وقد وصلته معلومات متأخرة ان المبادرة «الجدية» عمرها اكثر من 10 اشهر وقد فاتح جيلبير الشاغوري فرنجية بها ابان تقبله للتعازي بنجله في دارته الباريسية، وقد  دخل كثيرون على الخط وكان اخرهم الحريري بتشجيع من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي شمّر عن سواعد كليمنصو كخطوة مكملة للقاء الباريسي، غير ان اللافت ان مبادرة الحريري فرملت او جمدت في وقت توقع فيه الكثير من المراقبين ان تتحول المبادرة من «الجدي» الى الرسمي بعد اطلالة فرنجية في «كلام الناس» الا ان الامر لم يحصل بل تراجعت الاندفاعة وما يدل على ذلك كلام الرئيس فؤاد السنيورة ان ما حصل لم يكن مبادرة انما اقتراح لا اكثر ولا اقل.

وتشير الاوساط الى ان الصمت المروري الذي ساد الساحة السياسية اثر لقاء عون وفرنجية ان دلّ على شيء فعلى الشلل الذي ضرب حركة اصحاب المبادرات في الملف الرئاسي فبكركي لم تتحرك لجمع الاقطاب الاربعة وربما ذلك يعود الى قناعة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بأن المسألة «فالج لا تعالج» وانه ليس بمقدوره ان يختار مرشحاً على حساب الاخرين. وان عون وفرنجية لن يتنازل اي منهما لصالح الآخر، في وقت تشير فيه اوساط برتقالية ان المخرج الوحيد لهذا المأزق ان يعلن فرنجية انسحابه وعندها سيفكر الجنرال اذا كان سيقوم هو بترشيحه بدلاً من الحريري والانسحاب له، ولكن وفق العارفين بالخفايا ان الامر مستحيل كون عون يعتبر نفسه انه صاحب «أحقية» انتزعت منه في الدوحة، ولن يتخلى عنها مرة أخرى الا اذا قرّر الجنرال ان يكون «ممراً الزامياً» للرئاسة وفي الامر استحالة كونها الفرصة الاخيرة له قبل ان يتقاعد سياسياً، فهل تسمح الظروف الامنية بانجاز الاستحقاق الرئاسي اثر دخول اسرائيل على الخط باستهدافها الشهيد سمير القنطار وما سيخلفه الامر من تداعيات؟