Site icon IMLebanon

«برتوكولات حكماء قُمْ»

انشغل كثير من المفكرين العرب طوال ما يقارب قرن ونصف من الزمن بوضع المؤلّفات والأبحاث عن كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون»، وجمهور القرّاء العرب أمام هذا الكتاب ـ كحال كلّ البشر عبر التاريخ ـ قسميْن، إمّا مصدّق بالكتاب والمخطّط اليهودي للوصول إلى السيطرة على العالم تحت مسمّى «الحكومة العالميّة» والتي قابلها للمفارقة قبل بضع سنوات مصطلح «العولمة»، وإمّا مُكَذّبٌ بالكتاب و»نظريّة المؤامرة»!!

في مقابل هذه التسمية، تكاثر الحديث خلال السنوات الماضية عن كتاب حمل عنوان «بروتوكولات آيات قُم حول الحرميْن المقدّسيْن» ـ وهو متوفر عبر محرّك البحث العالمي غوغل ـ ولأنّني تشغلني هذه الأيام نظريّة الكتاب والمخطّط الخمسيني الذي يُشاع أنّه نصّ عليها لسيطرة نظام الملالي في إيران على العالم العربي وتكريس نهايته، لم يتجرّأ كثيرون على «فلفشة» صفحات هذا الكتاب، ولا آيات قُمْ وبروتوكولاتهم، وأظنّ أنّ ما يحدث في المنطقة يستحقّ أن نلقي نظرة معاً – القارئ وأنا ـ  على هذه البروتوكولات، مع يقيني التامّ بأنّ الخميني وفور عودته إلى إيران وإعلان مشروعه «تصدير الثورة» كان يعلن عن بدأ تنفيذ خطّة ما، ويؤكد ما أذهب إليه هنا كلام الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني قبل يومين، إلى الحديث عن تصدير الثورة الإيرانية مشدداً على أهمية «هندسة الثورة» وما اعتبر أنّه المرحلة الثالثة، بحسب ما نقلت عنه وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري، ولكن كالعادة انشغل المتابعون بعنوان «لن نتخلّى عن اليمن وسنعمل على تحسين وضع حزب الله في المنطقة»!!

كتاب بروتوكولات آيات قم، تأليف الدكتورعبدالله الغفاري الذي يقول في مقدّمة الكتاب «إنّ بعض هذه البروتوكولات مبنيّة على مبدأ غيبة إمام الإثني عشرية، ومسألة النيابة عنه، أو ما يسمّى بولاية الفقيه»، ويقع الكتاب في فصول أربعة هي؛ الفصل الأول: خطط العدوان على الحجاج الآمن?ن، الفصل الثاني: خطط العدوان على ب?ت الله الحرام، الفصل الثالث: الأنواع التي يخصونها بالقتل والإعتداء، الفصل الرابع: من أساليبهم التي يمارسونها في الإعتداء كلّما لاحت فرصة».

وفي مقدّمة كتاب «بروتوكولات حكماء قُم» ينقل الغفاري عن الخميني ما نصّ عليه في كتابه «الحكومة الإسلاميّة» [ص 48] «التقط الخميني هذا الخيط الذي وضعه من قبله، وراح ينادي بهذه الفكرة، وضرورة إقامة دولة برئاسة نائب الإمام لتطبيق المذهب الشيعي فهو يقول: «واليوم – في عهد الغيبة – لا يوجد نص على شخص معين يدير شؤون الدولة، فما هو الرأي؟ هل تترك أحكام الإسلام معطلة؟ أم نرغب بأنفسنا عن الإسلام؟ أم نقول إن الإسلام جاء ليحكم الناس قرنين من الزمان فحسب ليهملهم بعدهما؟ أو نقول إن الإسلام قد أهمل أمور تنظيم الدولة؟ ونحن نعلم أن عدم وجود الحكومة يعني ضياغ ثغور الإسلام وانتهاكها، ويعني تخاذلنا عن أرضنا، هل يسمح بذلك في ديننا؟ أليْست الحكومة يعني ضرورة من ضرورات الحياة».

ثمّة كتاب آخر له من الأهميّة نفس ما لكتاب بروتوكولات آيات قُمْ، وهو كتاب عبد السلام الحسني «بروتوكولات آيات قم والنجف حول اليمن»، وهو من الأهمية بمكان وسيكون لنا وقفة مع بعض التفاصيل التي كشفها مؤلف الكتاب ووضعها بين يديْ القارئ، وبصدقٍ شديد، نقول؛ نحن بهذه الهوامش التي سنخصصها لهذيْن الكتابيْن، نقوم بدور يمليه عليه ضميرنا وواجبنا تجاه لبنان أولاً، لأنّه أكبر ضحايا «الوليّ الفقيه»، واجبنا تجاه أمتنا العربية عموماً، وتجاه بلاد الحرميْن الشريفيْن، ففي العام 2009 كان لنا دورٌ ولو بسيط في كشف المؤامرة الإيرانيّة ومخطّطها لليمن عبر سلسلة مقالات حملت عنوان «يمن خوش هال»، إلا أنّ المملكة العربيّة السعوديّة لم يكن قد منّ الله عليها بعد بملك الحزم سلمان بن عبدالعزير الذي نهض لكسر ذراع الشيطان الذي يعبث باليمن ساعياً للانقضاض على بلاد الحرميْن، إيران لا تريد سوى الوصول إلى الحرميْن الشريفين،  وفي سلسلة من هوامش عن هذين الكتابيْن، نكون نقدّم مساهمتنا في التنبيه إلى الأخطار التي ما تزال محدقة بالعالم العربي ودوله، وأنّ هذه الأخطار مجتمعة تُصدّرها إيران من لبنان تحديداً وبيد حزبها في لبنان وهو الذراع الطولى لتحقيق مآرب هذه البروتوكولات، وللحديث تتمّة.