IMLebanon

العناية الإلهية تنقذ لبنان

 

تلقيت باكراً اتصالاً من إحدى قريباتي في الرياض في المملكة العربية السعودية أبلغتني انها ترغب بقضاء شهر رمضان في لبنان ولكن بسبب الإقبال على السفر الى لبنان لا يوجد مقاعد شاغرة على الطائرات، وأنهم ينتظرون تحقيق الوعد برحلات إضافية بين المملكة ولبنان.

 

وفي الوقت ذاته أبلغتني أنّ إحدى صديقاتها السعوديات وأقرباءها كانوا يودّون المجيء الى لبنان، ولكن ما حدث في بيروت أول من أمس جعلهم يتحسّسون، فقلت لها إنّ ما حدث هو زعرنات نفذها بعض المتهوّرين الذين عكروا الأجواء…. ونصحتها بألاّ تستمع الى ما تقرأ وتسمع في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأنّ بعض هذه المواقع أوحى وكأنّ حرباً وقعت في لبنان أبشع من الحرب الأهلية التي عشناها.

وهنا لا بدّ من لفت الدولة اللبنانية بدءًا بالرئيس عون والرئيس بري والرئيس الحريري الى أنه لا يجوز أن تبقى فوضى «السوشيل ميديا» فالتة من أي ضوابط وحدود، ولا بدّ من تنظيمها… ونذكر هنا قضية المقدّم سوزان الحاج… ولا يفوتنا أن نذكر كيف أنّ بعض المواقع يميت من يشاء ثم يحييه ومن ثم يميت غيره فيحييه… ويتسبّب بإرباكات كثيرة للناس ناهيك بذوي المعنيين الذين تتناولهم تلك المواقع بالفبركات المؤذية جداً… فلا بدّ من وضع ضوابط قانونية عملية لهذا الإنفلات.

في أي حال، إنّ ما جرى مساء أول من أمس الاثنين في بيروت هو عمل أقل ما يُقال فيه إنّه لا يمت لطبيعة البشر بأي شيء، وهو عمل زعران بكل ما للكلمة من معنى.

كذلك حسناً فعل الرئيس سعد الحريري الذي اجتمع مع قائد الجيش العماد جوزاف عون وطلب أن يتسلّم الجيش مسؤولية الأمن في العاصمة.

وخيراً فعل الرئيس نبيه بري عندما طالب الجيش والقوى الأمنية بضبط الوضع مندّداً بما قام به الزعران.

وقد استوقفني أيضاً كلام السيّد حسن نصرالله الهادئ والذي كان منطلقاً من المسؤولية التي يجب أن يتحلّى بها أي زعيم وطني.

إنّ مثل هذه المواقف لا شك أنها تعمل على تلقّي الصدمات وامتصاصها وتعطيل مفعولها.

إنّ ما حدث في بيروت مرفوض بالمفاهيم كلها ولكن رد فعل القيادتين في الثنائي الشيعي، وسرعة انتشار الجيش وإمساكه الأمن بقوة شكّلا مدخلاً فعلياً الى ضبط الشارع ووقف أي تدهور محتمل…

وهذا هو المطلوب في كل وقت وبالذات في هذه المرحلة، مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، حيث يجب أن ينطلق البلد في مرحلة جديدة يُفترض أن يكون للمجلس النيابي الجديد دور أساس وفاعل فيها.

عوني الكعكي