IMLebanon

من مآثرهم تعرفونهم

 

كشفت المعلومات التي توافرت عن الموازنة العامة الموعودة أن وزارة المال، ومن خلفها حكومة تصريف الأعمال، القاعدة سعيدة بأثقالها كلها على كاهل الناس، قررت أن تقدم الى اللبنانيين هدية ثمينة جداً، سيدوخون بها فرحاً وبهجةً وغبطة وحبوراً، ألا وهي زيادة في ضريبة القيمة المضافة TVA. وهو، فعلاً، إنجاز مفرح بامتياز، سيتلقفه الناس بالمهرجانات… دامت الأفراح في دياركم.

 

أصلاً، ماذا أنتجت هذه الحكومة سوى هكذا إنتاجات وإنجازات، انعكست برداً وسلاماً على الناس الذين رفعوا العشرة ولم يعد لهم شغل سوى قرع الطبول احتفاءً بهذه الضريبة الجديدة الموعودة، لاسيما وأن الطبقة السياسية لم تشبع بعد من نهش لحومهم وجرم عظامهم؟!.

 

إن هذه المسمّاة، تجاوزاً، حكومة باستطاعتها أن تعتز، بأن ولايتها الشريفة جدّاً، حفلت بإفقار مَن ربّما يكون قد تبقّى من القلة القليلة التي لم يكن الفقر، بعد،  قد عضّها بأنيابه. فأي تدبير اتخذه الوزراء المعنيون لمصلحة المواطنين لم ينعكس عليهم مزيداً من القهر والاذلال؟ ويتشدّقون بكلام (بريء طبعاً) على مثال: يكفيكم تنظيراً وثرثرة. ويضيفون: ألا تريدون مالاً للمشاريع ولتسديد المرتبات والتعويضات؟ فمن أين نأتي بالمال؟ والى ما هنالك من سفسطات تتغرغر بها حناجرهم.

 

ولهم نقول: هاتوا الأموال التي سرقتموها من لقمة الجياع. هاتوا، أيها السياسيون المرتكبون، من المليارات التي بدّدتموها من أموال المودعين. هاتوا الثروات الحرام التي كدّستموها بارتكاباتكم وفسادكم وتجاوزاتكم وصفقاتكم. هاتوا ممّا زلعتم وبلعتم الى حدود التخمة (ولم تشبعوا بعد!). هاتوها من الضرائب على ثرواتكم الحرام، الخرافية، التي جمعتموها على حساب أدنى حقوق اللبنانيين بالعيش الكريم.

 

أمّا أنكم لا تجدون ما تجمعونه من المال إلّا من جيوب الفقراء، ومن الضريبة على الكماليات ومساواة اللبناني المعدَم بسارقه وسالبه مالَه وحقوقَه وأسباب الراحة والطمأنينة، فهذه جريمة لا تُغتَفَر…

 

وأما أنتم، يا جماعات «الثورة» المعلّبة (… وأي ثورة؟!.)  فويل لكم، وأنتم كنتم وتبقون عنواناً فاقعاً للانتهازية والوصولية والارتهان والنفاق.