IMLebanon

جمهور القوات وجمهور عون

 

عندما قام الوزير ملحم رياشي ممثلا الدكتور سمير جعجع والنائب ابراهيم كنعان ممثلا التيار العوني وبالتحديد الرئيس العماد ميشال عون بعقد عدة اجتماعات حتى وصلا الى ورقة تفاهم اخذت اكثر من 4 اشهر على خط العماد عون والدكتور جعجع، لازالة اثار الحرب التي وقعت بين القوات اللبنانية والجيش اللبناني يومذاك بقيادة العماد ميشال عون على مدى فصلين من المعارك. وتوصلا الى ورقة تفاهم مشتركة خاصة على المستوى المسيحي وعلى مستوى النظرة الى الوضع اللبناني. وقام بالتوقيع عليها عمليا الرئيس العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وشكلت هذه الورقة مصالحة تاريخية بعدما ادت الحرب التي اشتعلت بين الطرفين سنة 88 – 89 – 90 الى ترك اثار وجراح كبرى بين جمهور القوات وجمهور العونيين.

ثم لدى الوصول الى انتخابات رئاسة الجمهورية وترشيح العماد ميشال عون للرئاسة وظهور ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من قبل الرئيس سعد الحريري مدعوما من الرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط وبعض النواب اضافة الى دعم فرنسي – اميركي قام جعجع بعقد عدة اجتماعات يومذاك مع العماد ميشال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية، وتفاهما معاً على مرحلة الحكم من خلال تأليف جبهة مشتركة بين حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية ضد ترشيح الوزير سليمان فرنجية ومنعه من الوصول الى رئاسة الجمهورية.

وبالفعل استطاعت الجبهة المسيحية الكبيرة التي قام بتأليفها الرئيس العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع اقامة خط مانع مسيحي ماروني كبير لوصول الوزير سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

تفاهم الرئيس العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على كافة الخطوط التي ستلي انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وان الخط الاساسي هو تعاون جمهور التيار الوطني الحر على اساس ان الرئيس عون ابلغ يومذاك الدكتور جعجع ان الوزير جبران باسيل سيكون رئيسا للتيار الوطني الحر وان تعليمات الرئيس ميشال عون للوزير جبران باسيل ستكون واضحة للتعاون مع القوات.

وقبل جعجع ذلك ورد بأنه سيكون متعاونا مع التيار الوطني الحر وستكون قاعدة حزبية للقوات وحزبية للتيار الوطني الحر مشتركة للانتشار معاً في المناطق اللبنانية خصوصا المناطق المسيحية.

اثر ذلك الاتفاق قام العماد عون بإعلان ترشيحه لرئاسة الجمهورية من مركز قيادة القوات في معراب في حضور جعجع وحوالى 80 شخصية مسيحية هامة شاركت في الاجتماع وتمّ اعلان العماد ميشال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية.

وصل الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية واشتركت القوات في الحكومة التي ألفها الرئيس ميشال عون مع الرئيس سعد الحريري بـ 3 وزراء وقام العماد ميشال عون بمبادرة تجاه القوات بتعيين وزير القوات الحاصباني نائبا لرئيس الحكومة، واعتبر العماد عون ذلك رد جميل لجعجع بتعيين وزير من القوات نائبا لرئيس الحكومة.

لكن بعد سنة وشهر ظهرت خلافات كبيرة ادت الى سقوط ورقة التفاهم بين العونيين والقوات، وقرر جعجع دراسة الموضوع بالنسبة الى هذا البعد بين جمهور القوات وجمهور التيار الوطني الحر، وارسل رسائل الى العماد ميشال عون ان الوزير جبران باسيل كرئيس للتيار الوطني الحر يتحرك بصورة مستقلة كليا عن القوات ولا يقوم بالتنسيق معها وفق ورقة التفاهم التي وضعها النائب ابراهيم كنعان والوزير ملحم رياشي، اللذان مثلا العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في وضع ورقة التفاهم، اضافة الى حصول 5 اجتماعات لساعات بين جعجع والرئيس عون، قبل قرار القوات بدعم الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية والوصول الى قاسم مشترك عبر خطاب العماد عون رئيس الجمهورية في معراب.

لكن رغم رسائل جعجع للرئيس عون فان باسيل قام بتحريك جمهور التيار الوطني الحر بشكل مستقل دون اي تنسيق مع القوات وكانت القوات تريد التنسيق مع التيار في دوائر عديدة، لكن باسيل اراد تحقيق قيام حزبي مسيحي قوي للتيار الوطني الحر واعتبر ان هذا الامر لا يمر الا بالتحرك مباشرة من رئيس التيار الوطني الحر وزيارته كل المناطق بدءا من بشري الى كافة المناطق الاخرى.

والان يقف جمهور القوات وجمهور التيار الوطني الحر ضد بعضهما بعضاً، من خلال ما تتم قراءته في وسائل التواصل الاجتماعي، اما بالنسبة الى الانتخابات النيابية فلا يبدو ان التيار بقيادة باسيل وجمهور حزب القوات متحالفان، بل سيشكلان لوائح ضد بعضهما بعضاً بعدما كانت ورقة التفاهم  اضافة الى الاجتماعات التي سبقت انتخاب العماد ميشال عون قد توصلت الى ان الحزبين سيكونان في خندق واحد في الانتخابات النيابية القادمة، لكن الوضع تغير كليا والانتخابات التي سيشهدها لبنان نهاية شهر نيسان وبداية شهر ايار ستظهر صورة واضحة بدأت تظهر منذ الان، ان حزبي القوات والتيار الوطني الحر سيكونان في لوائح ضد بعضهما بعضاً، وليس في لوائح مشتركة كما تم الاتفاق في ورقة التفاهم اضافة الى الاجتماعات الخمسة التي عقدها الرئيس العماد ميشال عون قبل انتخابه رئيسا مع الدكتور سمير جعجع. وبذلك تكون ورقة التفاهم اضافة الى الاجتماعات الخمسة التي تم عقدها قبل انتخاب العماد ميشال عون قد انتهت والانتخابات النيابية ستشهد منافسة قوية بين مرشحي القوات ومرشحي التيار الوطني الحر.