IMLebanon

الذئاب الأصيلة أو المستذئبة  في منطقة تعج بالغنم !

 عندما يحذر رئيس الوزراء الروسي مدفيديف من حرب عالمية ثالثة، فما ذلك الا لأنه يعرف الى درجة اليقين أن لا أحد في العالم يريدها، لا أميركا ولا غيرها ولا روسيا طبعاً. ومع ذلك فإن اللاعبين الكبيرين على مدار الكوكب وهما الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين ينسقان الأدوار بينهما بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم. والمواجهات الكلاسيكية بينهما تراجعت الى المرتبة الثانية في مختلف الأنحاء، وانحصرت بصورة أساسية في هذه المنطقة الحساسة والملتهبة في الشرق الأوسط. وربما كان الدافع الرئيسي لذلك هو أن هذه المنطقة تعج بالذئاب الأصيلة، وتلك التي استذأبت لاحقاً من جهة، ولأن هذه المنطقة تعج تقليدياً بقطعان لا تحصى من الغنم، من جهة ثانية!

***

السياسة الأميركية المتبعة في عهد أوباما هي الأكثر مكراً… فبعد قرار الانسحاب من مناطق الحروب السابقة والعمل على تصفية آثار مغامرات العهد السابق بنزق رئيسه جورج دبليو بوش، كان قرار عدم انخراط أميركا في حروب جديدة لأي سبب. والاستعاضة عن ذلك بما يسمى ب حروب بالوكالة. أي باختصار، فإن هذه السياسة الأميركية الخبيثة والماكرة الجديدة، تنبش في رماد الأزمات وتنفخ في جمرها، وتستدرج الى الحروب من بقي بعيداً عنها لزمن طويل، وتترك الكل يقاتل الكل بالنيابة عنها، بل وتدفع بالأطراف نفسها الى تمويل هذه الحروب من مواردها الخاصة، بينما تكتفي أميركا بدور مزدوج: بيع السلاح بأرقام فلكية الى المتحاربين من جهة، والاشراف على حفظ التوازنات بما يضمن استمرارية الحروب الى أجل غير مسمى من جهة أخرى!

***

أما في لبنان فلا جديد سوى المزيد من الشيء نفسه. وبينما كان الأمل هو في العمل على ترميم التصدعات في الوطن، فقد تحولت الى أمل كل فريق في بذل الجهود لترميم التصدعات داخل التكتل الذي ينتمي اليه!