أرسلت البحرية الأميركية حاملة الطائرات «ثيودور روزفلت» للانضمام إلى تسع سفن أخرى مستعدة لاعتراض أي سفينة إيرانية تحمل أسلحة للحوثيين. والسفن الحربية الأميركية في المنطقة تضم طرّادات ومدمّرات تحمل فرقاً تمكنها حماية المياه الإقليمية اليمنية. المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست رفض التعليق على أي تحركات للبحرية الأميركية في المياه اليمنية، لكنه قال إن الولايات المتحدة لديها مخاوف في شأن «دعم إيران المستمر للحوثيين»، وزاد: «رأينا أدلة على أن إيران تورّد الأسلحة والتجهيزات القتالية الأخرى إلى الحوثيين في اليمن، وهذا الدعم يؤدي فقط إلى المزيد من العنف في ذلك البلد».
التحرك الأميركي السريع تجاه الموانئ اليمنية وبحر العرب، يؤشر إلى أن التحالف العربي، المدعوم دولياً، بات غير مطمئن إلى صرامة الحظر البحري المفروض على الحوثي، في ظل تزايد سفن الإغاثة الدولية التي يمكن استغلالها في تهريب الأسلحة والأفراد، فضلاً عن أن هذا التسارع في حشد القوات البحرية قبالة المياه الإقليمية لليمن، دليل قناعة دولية بأن طهران ماضية في دعم مشروع الحوثيين في اليمن، ولو بالحد الأدنى، من خلال تزويدهم السلاح، وإطالة أمد الصراع الداخلي، وخلط الأوراق على الساحة اليمنية، وإيجاد وضع يشبه الحال على الساحة السورية.
تكمن قراءة التحرك الأميركي والذي قد تعقبه استجابة فرنسية وبريطانية، في سياق دعم قرار مجلس الأمن بشأن الأزمة في اليمن، الذي صدر لحماية أهداف «عاصفة الحزم»، ونزع سلاح الحوثي، وضمان وصول الأحزاب اليمنية إلى طاولة الحوار من دون قدرة أحد الأطراف على تهديد الآخرين بقوة السلاح، كما حدث سابقاً. لكن طهران، التي تنادي بوقف «عاصفة الحزم»، وتزود الحوثي السلاح في آن، لا تريد لحرب التحالف العربي على الحوثي أن تصل إلى هذه النتيجة.
حسم التمرد الحوثي ونزع سلاحه، والوصول إلى مرحلة تفاوض سياسي بعيدة من منطق التهديد بالقوة والاستقواء بإيران، يعني نهاية الحلم الإيراني في جنوب شبه الجزيرة العربية، فضلاً عن أن هذه النتيجة يمكن تطبيقها مستقبلاً على الأزمة السورية، وهو ما يدفع طهران إلى الاستمرار في خلط الأوراق اليمنية، والتحريض على حرب أهلية بين اليمنيين، ومحاولة نقل هذا البلد إلى حال من الفوضى تشبه الوضع في سورية.
لا شك في أن نزع سلاح الحوثي، ولجم مبدأ الإذعان الذي يمارسه ضد أطراف الحوار الأخرى اليمنية، هما انتصار لـ «عاصفة الحزم»، فضلاً عن كونهما ضمانة لحقوق كل اليمنيين، وحماية لسيادة اليمن من التدخل الإيراني.
الأكيد أن «عاصفة الحزم» ستعاود صوغ المشهد الإقليمي. وهي كشفت للعالم عن أن طهران تكرس العنف والاقتتال، وتقوض استقرار هذه المنطقة. وهذا التحرك الدولي المتواصل، سياسياً وعسكرياً، دليل رغبة دولية في حماية ألأهداف السياسية لـ «عاصفة الحزم».