آن الاوان لوقف هذا اللغط الدائر حول العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، وضمناً بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية… في تقديرنا انه لغط مضرّ جداً، ولم يعد يجوز الاستمرار تحت اي داع او ذريعة بعدما نجح في توسيع الشرخ بين جمهوري الفريقين. فإذا كانا حريصين على ألاّ يفسحا في المجال أمام اطراف اخرى لإستغلال هذا التطور في العلاقة الثنائية، فإن ثمة باباً لا يزال مفتوحاً او يمكن فتحه لتنفيذ هذا الحرص، وإلاّ فإنَّ أي تأخير سيكون بالغ الضرر علی ما تبقىّ من الفريق السياسي الذي ينتميان اليه معاً… او الذي كانا ينتميان اليه… بإعتبار انه لم يبقَ من ذاك الفريق (كمجموعة) إلاّ ذكرى عابرة.
بداية يجب الاعتراف بأنّ هناك ازمة بين «المستقبل» و«القوات».
وأنها ازمة تفاعلت منذ الرابع من شهر تشرين الثاني الماضي في بيان تصاعدي بلغ ذروته أخيراً. وانه على الطرفين معاً ان يردّا على سؤال مركزي يطرح ذاته بذاته: هل يريدان تجاوز الازمة؟ وعلى اي اساس؟ هل على قاعدة عفا الله عمّا مضى؟ او على قاعدة انتم في طريق ونحن في طريق؟
ذلك أنّه يترتب على الجواب عن كلٍ من عناصر السؤال المركّب نتائج ايجابية او سلبية تختلف بإختلاف الجواب!
أما ان يبقى الطرفان في هذا الغموض غير البنّاء، فهذا ما يثير الكثير من التداعيات السياسية التي ستظهر نتائجها في طالع الأيام، خصوصاً في مرحلة التمهيد للانتخابات النيابية الاتية، وطبعاً في الانتخابات بحد ذاتها.
نقول إن هذا اللغط، وهذه البلبلة يجب أن ينتهيا … فأي منطق يقبل ان هذا القيادي في هذا التيار او في هذا الحزب يتحدث عن خلافات عميقة، والاخر يتحدث عن «غيمة صيف» وعبرت، فيما «أجواء» مواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بما عرف ويعرف المتابعون؟
صباحاً نسمع أنَّ لا امكانية لتحالف انتخابي بين الطرفين و «السماء زرقا»، وظهراً نسمع ان لا عودة الى الوراء و «الارزة خضرا» ومساء نسمع ان لقاء سيُعقد بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، لنستيقظ على نفي، وبعد ساعات نعود الى التأكيد.
في هذا الوقت نسمع (ولو لأيام وحسب) أنّ الوزير سليمان فرنجية ماض الى تحالف انتخابي مع «الحكيم» اقله لعدم الانسجام مع الوزير جبران باسيل لنعود فنسمع أنًّ ما بين المردة والقوات لن يتجاوز الحوار، و «لن نتحالف انتخابيا» … وحرارة ميزان التعاون بين الرجلين ترتفع او تهبط بمقدار ما تهبط او ترتفع حمّى العلاقة بين بيت الوسط ومعراب.
وفي تقديرنا أنّ هذه الاجواء المحمومة يجب ان تنتهي وباسرع وقت وليس مهماً كيف تنتهي، فنحن لسنا معنيين ولسنا في موقع اجراء النصح لاي طرف منهما فقط نقول: خذوا المواقف واعقدوا التحالفات التي تريدون ولكن ضعوا حداً لهذا اللغط ولهذه البلبلة.