Site icon IMLebanon

براميل بوتين على الأمم المتحدة ؟

هل من المبالغة القول ان فلاديمير بوتين تمكن أخيراً من اسقاط براميله المتفجرة فوق رأس الامم المتحدة، وهل كثير اذ افترضنا ان جون كيري السعيد الدائم تولى شخصياً ترتيب “الاحداثيات” التي ساعدت سيرغي لافروف في فرض محتوى قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤؟

ليس كثيراً قول هذا، وخصوصاً عندما ينجح الروس في فرض نظرية “يبقى الأسد وان لم يبق أحد”. نحن هنا لا نتحدث عن ازمة دموية بدأت أمس بل عن كارثة غير مسبوقة تقريباً، عن بلد غارق في الدم منذ خمسة أعوام، عن اكثر من ٣٠٠ الف قتيل وعن اكثر من ١٢ مليون لاجئ، وها هو بوتين يتمكّن في النهاية من ان يفرض قراراً يصدر للمرة الأولى عن مجلس الأمن ويلوي ذراع كل من دعا الى رحيل بشار الأسد، وخصوصاً باراك اوباما الذي يبدو انه ابتلع اخيراً ما يقوله المعارضون من قهر ويأس: لماذا لا يرحل الشعب السوري الى المقابر أو المهاجر ليبقى الأسد رجل الروس والايرانيين؟

يقوم القرار ٢٢٥٤ على أسس غير راسخة جاءت على ما يبدو نتيجة تسويات اللحظة الأخيرة في كواليس مجلس الأمن التي استندت الى عناد الروس في مقابل تساهل الأميركيين. أما مجموعة الدول الـ١٧ من أصدقاء سوريا فكانت من يأسها “شاهد ما شافش حاجة” كما يقول المصريون، ولهذا لا بد من طرح مجموعة ضرورية من الأسئلة:

بعد اجهاض نقاشات جنيف والى حد بعيد تمييع اتجاهات فيينا في ما يتصل بموقع الأسد من التسوية، وبعدما سلّم كيري بنظرية لافروف عن خروج الاسد في نهاية المرحلة الانتقالية، وبعد عملية تشكيل الحكومة الانتقالية، من الذي سيضمن عملياً خروج الاسد فعلاً؟ ومن الذي سيضمن الانتهاء من تلك المرحلة في غضون ستة اشهر؟ ثم من الذي سيضمن عدم خوص الأسد الانتخابات الجديدة التي تحتاج الى ضمانة ذات صدقية وموثوقية في ما يتصل بنزاهتها، التي قد تتمخض عن فوزه بـ ٩٩,٩٩٪‏ من أصوات الموتى والمهجرين وطالبي السترة من الباقين أحياء عند ربهم يرزقون؟

هل من الضروري ان نتحدث ايضاً عن تشكيل الحكومة الانتقالية التي يريدها كيري في خلال شهر ولافروف في خلال ستة أشهر، وهذه مدة قد تكون في الحسابات الروسية منطلقاً لتغيير في كثير من العناصر السياسية التي يمكن ان تتشكل منها هذه الحكومة.

ثم نأتي الى المشكلة الدقيقة المتعلقة بوقف النار الذي يفترض ان يتم وفق روزنامة متناقضة، أولاً لجهة وقف النار بين المعارضة وجيش النظام، ومن ثم تزخيم النار بينهما وبين التنظيمات الارهابية، هذا اذا تم فعلاً التفاهم على من هي هذه التنظيمات!