IMLebanon

معادلة بوتين لتدعيش المعارضة!

ينسى فلاديمير بوتين كل ما قاله قبل ثلاثة أعوام عن الازمة السورية، ويتناسى كل ما فعله وأدى الى إستفحال المذبحة التي وصفها بان كي – مون بأنها كارثة القرن .

في 20 كانون الاول من عام 2012 قال بوتين خلال مؤتمر خصصه للحديث عن الازمة السورية وكانت في بداياتها “نحن بكل بساطة لا نريد ان تقوم المعارضة الحالية بعد تسلم السلطة بمطاردة السلطة الحالية… إنني اعتقد أن الإتفاق على أساس الإنتصارات العسكرية لا مجال له هنا ولا يمكن ان يكون فعالاً”.

الآن بعد ثلاثة أعوام وبعدما واصل بوتين دعم النظام السوري سياسياً وعسكرياً ما تسبب في إحباط كل الحلول وإسقاط كل التسويات السلمية في جنيف وغيرها، وبعدما تجاوز عدد القتلى 250 الفاً وعدد المهجرين 12 مليوناً، ها هو ينخرط في الحرب مراهناً على الانتصار العسكري الذي كان يقول إن لا مجال له ولن يكون فعالاً!

بوتين يدرك جيداً أن الانتصار لن يصنعه القصف من الجو ولن يكون نزهة، بدليل ان الجيش السوري مدعوماً من ايران وأذرعها العسكرية لم يتمكن أولاً من هزيمة المعارضة المعتدلة أي “الجيش السوري الحر”، ثم من وقف توسع سيطرة “داعش” الذي بينما كانت موسكو تعلن انها تقصف قواعده كان منهمكاً بتدمير قوس النصر الأثري في مدينة تدمر.

بعد ثلاثة اعوام من الغريب لا بل من المستهجن ان يعرب ديميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين عن أسفه لعدم تمكن الدول الغربية من ان تشرح ماذا تعني بـ”المعارضة المعتدلة”، وان بوتين لا يرى فارقاً بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة، بما يعني انه لا يرى في سوريا سوى بشار الاسد و”داعش”، أما المعارضة التي فاوضها سيرغي لافروف في مؤتمر جنيف ثم موسكو فقد تبخرت، كما تبخرت مساعي كوفي أنان والأخضر الإبرهيمي والمراقبين العرب والدوليين الذين رصدوا صراخ المعارضة السورية سلمية سلمية في درعا ورصاص النظام ينهال عليها.

عندما لا يجد بوتين معارضة معتدلة بعد سقوط 250 ألف قتيل وهرب 12 مليون لاجئ، فان كل ما سيفعله هو تصعيد الحل العسكري الذي سيدفع قوى المعارضة المعتدلة، الى أحضان “داعش” التنظيم المتوحش الذي ولد أصلاً نتيجة المذابح التي ارتكبها النظام منذ اللحظة الاولى.

كل هذا ليس خافياً على بوتين الذي يعرف جيداً ان من المستحيل إستعادة نفوذ الاسد الذي لم يعد يسيطر إلا على 20 في المئة من سوريا، ما لم يتم تدمير ما تبقى من سوريا، ولهذا ليس غريباً ان يرسم مسار عمليات القصف الجوي حتى الآن خطاً بيانياً يرسم بالنار حدود دولة علوية تكون قاعدة حيوية للنفوذ الروسي في المنطقة!