Site icon IMLebanon

بوتين يحشد لدعم الدولة العلوية؟

سوريا المدمرة التي تقطر دماً لم تعد مكاناً ملائماً لا للأوهام التي أشاعها خطاب فلاديمير بوتين في الامم المتحدة ولا للمعجزات التي سبق لوليد المعلم ان تحدث عنها عندما زار موسكو قبل أشهر، على الأقل لأننا امام أزمة دامية مستعرة منذ خمسة اعوام تقريباً تحطمت فيها حسابات ورهانات كثيرة .

بوتين على الخطى التي اعلنها أوباما منذ البداية فهو لن يقاتل على الارض، صحيح انه أرسل ألفي عسكري الى طرطوس واللاذقية وفق تقارير واشنطن، لكن هؤلاء يسهرون على المقاتلات وشبكات الصواريخ المضادة للطائرات، لكأن “داعش” يملك سلاحاً جوياً!

وهو ايضاً على خطى أوباما المعيبة والخبيثة في تعاميه عن المذابح وتردده في دعم المعارضة، ما وضع السوريين أمام خيار قاتل “إما الديكتاتورية وإما الإرهاب”، عندما يتحدث عن أمرين فيهما الكثير من الخبث والعيب، اولاً عندما يعلن ان ليس في سوريا معارضة بل هناك نظام الاسد والإرهاب الذي يقاتله، بما يعني انه يضع السوريين مباشرة أمام الخيار بين ديكتاتورية النظام وإرهاب “داعش”، وثانياً عندما يعتبر ان الاسد وحده يختزل في شخصه الدولة والشعب السوري!

والدليل ان العالم يدعو منذ ثلاثة أعوام الى حل سياسي على قاعدة تشكيل حكومة انتقالية تستبعد الاسد وتحافظ على ما تبقى من هياكل الدولة، بما يساعد على تزخيم الحرب ضد “داعش”، وليس سراً ان كيري سبق له ان كاشف لافروف بضرورة إيجاد مخرج آمن للأسد، لكن إصرار بوتين على بقائه يحبط الحل السياسي منذ بداية الازمة!

عندما عقد مؤتمر “جنيف -1” في حزيران 2012 كان عدد القتلى لا يتجاوز 50 الفاً، والآن هناك ما يقارب الـ 250 الفاً، وكان عدد اللاجئين لا يزيد على خمسمئة الف وهناك الآن اكثر من 11 مليوناً أي نصف الشعب السوري الذي يدأب بوتين على القول إنه وحده يقرر مصير الاسد، في حين ان الاسد وحده هو الذي يقرر المصير البائس للشعب السوري.

بوتين لن ينزل الى الارض لأنه لا يريد افغانستان سورية، ويعرف ان عديد جيش الاسد كان أكثر من نصف مليون ويقاتل بدعم من موسكو وبمشاركة ميدانية من ايران وأذرعها العسكرية، وكانت النتيجة ان الاسد اعترف بأنه يعاني نقصاً في عديد جيشه ويبرر انسحاباته الى المناطق العلوية، فهل يظن بوتين انه بشحن المزيد من الاسلحة يمكن ان يحسم المعركة؟

وإذا كان يعتبر ان المعركة تحتاج الى تحالف دولي لمواجهة الإرهابيين الذين يشبهون النازية فعلاً، ويعرف جيداً ان عقدة واحدة تعرقل قيام هذا التحالف هي تمسكه بالاسد، فهل نصدق انه يريد حلاً ام أنه يحشد في طرطوس لحماية الدولة العلوية … مجرد سؤال!