Site icon IMLebanon

عطس بوتين استفاق أوباما؟

المثير للسخرية ان يبدو باراك اوباما كمن يلهث وراء فلاديمير بوتين في متاهة الأزمة السورية الدامية المفتوحة على مزيد من الاحتمالات الفاجعة، عندما يستفيق ليعلن الآن وسط الحشرة الروسية عزمه على فتح جبهة في شمال شرق سوريا لعزل “داعش” ومحاصرته في الرقة.

مضحك ان الإعلان يأتي وسط ضجيج المقاتلات الروسية التي تواصل قصف مواقع المعارضة وتصدر البيانات عن تدمير مقار “داعش” في الرقة وغيرها، ومن سوء الحظ أيضاً ان الإعلان عن فتح هذه الجبهة المحاذية للحدود التركية جاء في الوقت الذي شكّل انتهاك إحدى المقاتلات الروسية الاجواء التركية منطلقاً لكثير من التحذيرات والمخاوف.

ففي حين حذرت تركيا من تكرار الحادث قائلة إنها ستسقط أي طير يحلق في فضائها، ووصف حلف شمال الأطلسي الحادث بأنه بالغ الخطورة، لم تتردد واشنطن في التشكيك في النيات الروسية معتبرة ان الحادث ليس عرضياً وان المقاتلة واجهت خطر إسقاطها كما قال جون كيري.

من المؤكد ان الطيار الروسي لم يدخل الأجواء التركية عرضاً، بل كان يوجّه رسالة ردع جوي من بوتين الى الأميركيين والاتراك فحواها: أولاً ان روسيا التي تقاتل على خلفية فشل “الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب” الذي تقوده أميركا، لا تقبل بفتح جبهة منافسة وخصوصاً عندما تتحدث في بياناتها اليومية تقريباً عن انها تقصف “داعش” في الرقة، وثانياً لانها رفضت وترفض إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا على الحدود التركية، وثالثاً لأنها سبق لها ان أبلغت واشنطن رسمياً بعد بدء عملياتها ضرورة إخلاء الأجواء التي تنشط فيها مقاتلاتها !

ويبقى السؤال: من الذي عطس ليستفيق أوباما من سباته السوري الطويل والمعيب ويطلق الآن ما يبدو كأنه كذبة سمجة، خصوصاً أن الإعلان عن فتح الجبهة الجديدة وعن تسليح خمسة آلاف مقاتل من المعارضة، ينضمون الى عشرين الفاً من المقاتلين الأكراد، وتدعمهم حملة جوية واسعة من مقاتلات الائتلاف الدولي، بدا للمراقبين في اميركا قبل غيرها مجرد محاولة لمسح عرق الخجل أمام التدخل الروسي!

الفاضح أن الإعلان يأتي في وقت تفيض تعليقات الجنرالات الأميركيين وتحليلات الصحف الأميركية بالحديث عن البرنامج المسخرة، الذي كان أوباما قد أعلنه قبل عام بهدف تدريب ٥٤٠٠ مقاتل من المعارضة في السنة ولمدة ثلاث سنوات وبتكلفة ٥٠٠ مليون دولار، ثم تبيّن ان الذين تدربوا لا يزيد عددهم عن ٧٠ وان رفاقهم من “الفرقة ٣٠” وقعوا في قبضة “جبهة النصرة” فور دخولهم سوريا!

السؤال الأهم: هل هذه حرب أوباما الاستلحاقية، أم أنها حربه التشويشية على بوتين، أم هي حرب الشريك المضارب في إطار مستلزمات الصفقة المتفق عليها ضمناً بين أميركا وروسيا؟