Site icon IMLebanon

تطمينات بوتين المضحكة!

ليس من عادة فلاديمير بوتين إطلاق النكات لكنه في محادثاته مع بنيامين نتنياهو اختار اطلاق نكتة الموسم عندما قال له اطمئنوا إن سوريا لن تهاجمكم من الجولان لكأنه لا يعرف:

أولاً – ان سوريا التي طالما قرعت طبول “التصدي للعدو الصهيوني” لم تهاجم يوماً اسرائيل، ولا حاولت يوماً ان ترد على الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها، ودائماً بحجة انها لن تنجرّ الى المعركة في الوقت الذي يختاره العدو وأنها بالتالي هي التي ستقرر زمان المعركة ومكانها، ولكن لا الزمان آن ولا المكان بان يا طويل البال!

ثانياً – ان النظام لم يعد يسيطر على أكثر من ٢٠٪ من سوريا وانه بات الآن بعيداً من الجولان، وان القذائف تقرع أبواب مناطق نفوذه في اللاذقية، فمن أين له ان يفكر مجرد تفكير في مهاجمة اسرائيل؟

ثالثاً – لم يكن يوماً في حساب النظام انه يمكن ان يهاجم اسرائيل، فقد ظهرت تصريحات لرجال من صلب النظام مع بدء الإنتفاضة، تقول إن من مصلحة اسرائيل بقاء النظام، رامي مخلوف أبن خال الرئيس الأسد قال لصحيفة “نيويورك تايمس” في ١٠/٢/٢٠١٣ إن أمن اسرائيل واستقرارها مرتبطان ببقاء النظام السوري!

في أي حال، لم يذهب نتنياهو الى موسكو خوفاً من ان يهاجمه النظام السوري، بل خوفاً من ان يحصل احتكاك أو اشتباك بين المقاتلات الاسرائيلية والروسية، عندما ستغير اسرائيل لتدمير أي شحنات سلاح كاسر للتوازن يمكن ان يرسلها الإيرانيون من سوريا الى “حزب الله”، او اذا حاولت ايران تغيير قواعد اللعبة المريحة في هضبة الجولان لتجعلها امتداداً للوضع المتعِب السائد في جنوب لبنان.

لهذا لم يكن غريباً الحديث عن إنشاء آلية تنسيق عملاني مع الروس في المجال الجوي المزدحم، وخصوصاً بعد الحديث عن دخول أميركا وبريطانيا وفرنسا الى جانب الروس على خط ضرب مواقع “داعش”، وفي هذا السياق جاءت تصريحات بوتين لتسفّه كل ما تردد عن خطوط حمر حملها اليه نتنياهو عندما قال إن سياسة روسيا في الشرق الأوسط ستكون دائماً مسؤولة وان الكثيرين من المتحدرين من روسيا يقيمون في اسرائيل وذلك يضفي طابعاً خاصاً على العلاقات مع اسرائيل.

وعندما يقول الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن اسرائيل هي من شركاء روسيا الأساسيين في منطقة الشرق الأوسط، فإن ذلك يوسع نطاق الإطمئنان الإسرائيلي حتى الى الإيرانيين الذين سيكونون مع أذرعهم في الإقليم أكثر انضباطاً حيال اسرائيل، فبوتين ينزل في سوريا في عرض للقوة هدفه الوحيد إنقاذ الأسد والمحافظة على مصالح روسيا في طرطوس واللاذقية لا التسبب بإشعال حرب إقليمية!