IMLebanon

تفجيرات القاع تثير قلق طرابلس

تعيش طرابلس هذه الأيام قلقاً لافتاً، نتيجة التفجيرات الانتحارية التي استهدفت بلدة القاع البقاعية. القلق عام في طول البلاد وعرضها. لكنه في طرابلس ذو نكهة خاصة، نتيجة المرارة التي عاشتها المدينة طوال السنوات الثماني الماضية، اشتباكات وتفجيرات. تخوّف أهالي الفيحاء والأجهزة الأمنية من احتمال أن تكون المدينة هدفاً للانتحاريين في عمليات لاحقة، تزامن مع رفع مستوى الإجراءات الأمنية المتخذة إلى الدرجة القصوى.

وفي هذا الإطار، كشف مصدر أمني لـ «الأخبار» أن «حالة الاستنفار تسود في صفوف القوى الأمنية، بعدما أصدرت القيادة المركزية تعميماً طلبت فيه اتخاذ أقصى درجات الحذر والتدابير الضرورية، من دوريات وإقامة حواجز ثابتة وطيارة، وتنفيذ عمليات دهم وتوقيف عند الضرورة أو عند الاشتباه بأي شخص». وأوضح المصدر الأمني أن «الهدف من الإجراءات هو طمأنة المواطنين نتيجة الخوف والقلق في المدينة، وهو ما لوحظ بتراجع مستوى الحركة داخلها، وتحديداً أعداد المتجولين ليلاً في أسواقها، وكذلك تراجع نسبة رواد المطاعم والمقاهي في خلال اليومين الأخيرين». هذا الخوف الذي ظهر بشكل بارز، بدأ في منطقة جبل محسن التي استُهدفت سابقاً من قبل انتحاريَّين من منطقة المنكوبين المجاورة، وانتقل إلى أنحاء المدينة الأخرى، بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في وقت سابق نيته باستهداف أماكن التجمعات في المناطق. وترافق ذلك مع إعلان أكثر من جهة، خصوصاً الشخصيات السياسية والجمعيات الخيرية البارزة في عاصمة الشمال، تأجيل حفلات إفطارها السنوية بعدما نصحتها الأجهزة الأمنية بذلك، حرصاً على سلامتها وسلامة المدعوين. وعبّر بعض أصحاب المطاعم والمقاهي والمحال التجارية لـ «الأخبار»، وخصوصاً محال بيع الألبسة والأحذية والحلويات والهدايا، عن تذمرهم بسبب تراجع نسب المتسوقين بنحو لافت في الساعات الـ48 الماضية، ما ألحق ضرراً بموسم العيد الذي ينتظرونه سنوياً.