ترتفع منذ سنوات مطالبات، تليها وعود بإعادة تشغيل مطار القليعات، مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض، الذي يُعتبر حاجة أساسية للتنمية الاقتصادية في طرابلس والشمال. إلا ان الحكومات المتعاقبة لم تفلح لغاية اليوم في إعادة تشغيل هذا المرفق الحيوي لأسباب مجهولة.
عاد الحديث في هذه المرحلة عن مطار القليعات في ظلّ الاهتمام الدولي بإعادة تشغيله، وتحديداً من قبل الدولة الصينية التي قام سفيرها في لبنان مؤخراً، بزيارة ميدانية الى المطار، مبدياً استعداد بلاده لتأهيله.
وبما ان تطلعات المجتمع الدولي على مستوى المنطقة، تتجه نحو لبنان من ناحية موقعه الجغرافي، ومجموعة الخدمات التي يقدمها والتي تساعد الدول الاجنبية وشركاتها على ممارسة اعمالها الاقتصادية في إطار مشاريع إعادة إعمار المنطقة، فان مطار القليعات يُعتبر أحد المرافق الاساسية المطلوبة في عملية اعادة اعمار سوريا نظراً الى موقعه الاستراتيجي وقربه من الحدود السورية.
في هذا الاطار، أوضح رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس توفيق دبوسي ان اكثر بلد يملك المقوّمات لاعادة اعمار سوريا، هو لبنان عبر طرابلس. وقال لـ»الجمهورية» ان المرافق الموجودة في طرابلس هي حاجة اليوم للمجتمع الدولي وحاجة للمحيط العربي، «وبالتالي فان مطار القليعات هو أحد المرافق الاساسية من ناحية امكانية اعتماده كمطار دولي».
ولفت الى ان السفير الصيني في لبنان قام بزيارة ميدانية الى طرابلس وأجرى جولة على كافة المرافق، وقد استنتج من خلال تقرير قدّمه الى دولته، ان طرابلس ذات موقع استراتيجي تتمتّع بمرافق حيوية وتستطيع الصين القيام باستثمارات كبيرة فيها، إن على صعيد الداخل اللبناني أو على مستوى المنطقة عبر طرابلس. وعاد السفير الصيني الى زيارة مطار القليعات منذ حوالي الشهر، ورأى ان المطار يتمتّع بكافة الامكانات المطلوبة من حيث المساحات وغيرها.
وشرح دبوسي انه في ظلّ تحوّل مطار اللاذقية ومرفأ اللاذقية في سوريا الى قاعدتين عسكريتين للروس، أصبح أقرب مطار ومرفأ الى سوريا هما مطار رينيه معوّض ومرفأ طرابلس. وبالتالي، فان الاهتمام الصيني والدولي بتلك المرافق هو أمر طبيعي.
ولفت ردّاً على سؤال، الى ان الصين لم تقدّم عرضاً بعد لتأهيل مطار القليعات إلا انها سبق وأعلنت رصدها 2 مليار دولار للاستثمار في لبنان. وقال انه لم يتم الاتفاق بعد مع الصين بالنسبة الى مطار القليعات، لأن رئيس الحكومة سعد الحريري وضع اعادة تشغيل المطار ضمن برنامجه لاعادة الاعمار الذي سيقدمه الى الدول المانحة في مؤتمر باريس 4 في نيسان المقبل.
ولكن دبوسي رأى ان الصين هي جهة مناسبة اكثر من الاوروبيين لتشغيل مطار القليعات، لأنها مقبولة من السوريين، والروس والاميركيين بالاضافة الى اللبنانيين.
كما اعتبر ان قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص الذي تم اقراره في لبنان، «يغنينا عن أي حاجة للتمويل او الهبات، حيث يمكننا مشاركة أي جهة خارجية من اجل الاستثمار في المشاريع».
من ناحية اخرى، تطرق دبوسي الى عامل جذب آخر يساهم في اعتماد لبنان منصّة لاعادة اعمار سوريا من قبل الدول والشركات الاجنبية، هو القطاع المصرفي اللبناني المُعتمد دولياً والذي ستحتاجه الشركات الاجنبية من اجل فتح الاعتمادات المصرفية لاستيراد البضائع.
كما أشار الى ان الشركات الأجنبية ستعتمد لبنان من اجل تخزين بضائعها ونقلها الى سوريا حسب الطلب.
في الختام، دعا دبوسي الى الاستفادة من الخط البري بين لبنان وسوريا والتعاون اقتصادياً في هذا الاطار بعيداً من الملفات السياسية، بعدما سبّب اغلاق الحدود البرية بخسارة سنوية للبنان بلغت مليارا ونصف مليار دولار بسبب تعثّر تصدير البضائع اللبنانية عبر سوريا.