عاد ملف مطار القليعات الى الواجهة من جديد، بعد ان زار وفد من المديرية العامة للطيران المدني مطار القليعات، بتوجيه من وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، واطّلع الوفد على أوضاع المطار وأعدّ تقريرا عنه. فهل من نوايا ايجابية لاعادة فتحه؟ وما هي الخدمات الاقتصادية والانمائية التي يقدمها؟
أنشئ مطار القليعات في اوائل الستينات، واستخدم كقاعدة عسكرية، حتى تحوّل في اواخر الثمانينات الى مطار مدني بعد ان شهد عملية انتخاب الرئيس رينيه معوض، وبعد اغتياله تمّت تسميته مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض، بدلا من مطار القليعات، واستمرت الرحلات فيه لسنوات معدودة.
عند كل محنة يعود اسم مطار القليعات الى الطاولة من جديد، ويذكر في العناوين الاساسية، لما يحمل هذا المطار من فوائد وحلول لمشاكل عدة. بحسب الدراسات التي أعدّت حول هذا الموضوع، يهدف المطار الى تحقيق الإنماء المتوازن في لبنان، كما يشمل منطقة حرة، ويخدم جملة النشاطات الإقتصادية المختلفة في الشمال.
بالاضافة الى ذلك، يوفّر نمواً في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والسياحة للبنان ولمنطقة عكار والشمال بشكل خاص. ويتمكّن من خلق آلاف فرص العمل في سنة 2018. ولكن رغم كل هذه الدراسات الايجابية والواعدة لازال كل شيء مكانه.
في هذا الاطار، اشار النائب محمد قباني لـ»الجمهورية» الى ان «الجديد اليوم في موضوع مطار القليعات هو النوايا الايجابية عند وزير الاشغال، اذ نحن نضغط منذ 10 سنوات لاعادة تشغيل المطار، باعتقادنا فتح هذا المطار ضروري ومهم للبنان، خاصة اليوم مع قرب البدء باعمار سوريا والعراق، مع العلم ان ليس هناك وقتا محددا، وبالتالي بدءاً من هذه النقطة سيكون هذا المطار محطة للانطلاق».
أضاف : «لم يكن هناك رغبة حكومية في السابق، ولكن الوزير يوسف فنيانيوس لديه رغبة، والدليل على ذلك هو ارسال فريق للكشف على المطار، مما يعني ان لديه نوايا ايجابية، خصوصًا انه من الشمال ويهمه انماء منطقة الشمال، كما انه رجل موضوعي».
ولفت قباني الى ان»هذا المطار يحتاج الى عملية تأهيل تحتاج الى نحو السنة من الوقت او اقل قليلًا، اذ جميع الاشياء الاساسية موجودة فيه، كما يحتاج
الى مراقبة للوضع السوري، اذ عند تشغيل المطار ستحتاج الطائرات الى المرور فوق الاراضي السورية، مضيفًا «هذا لا يعني ان ننتظر، بل يمكننا البدء في تحضيره، للسنوات المقبلة وليس اليوم».
غرفة طرابلس
بدوره تحدث رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي ل»الجمهورية» عن الخدمات الاقتصادية والانمائية التي يقدمها هذا المطار وقال: «في المجمل كلما تم تفعيل مرافىء من مطارات وغيرها، كلما كان هناك استثمارات اكثر.
اما الدولة فمن خلال استثمارها تساعد في تحفيز الحركة التجارية، بالاضافة الى خدمة النقل. بالاضافة الى موقع المطار، القريب من الحدود السورية، (اقل من 15 كلم)، وبالتالي سيلجأ الساحل السوري الى استعمال هذا المطار ايضًا، بالاضافة الى اهل الشمال».
تابع: «من هنا يكون لدينا مدخول اضافي، وذلك الى جانب استثمار هذا المرفأ مما يجذب خدمات جديدة، واستثمارات للقطاع الخاص، ويخلق فرص عمل، ستصب جميعها في مصلحة حركة الاقتصاد الوطني».
دراسة عن دور المطار
بحسب دراسة أعدتها غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال، يلعب مطار القليعات دورا مهما بالنسبة الى الاقتصاد الوطني، كما يساعد الامن الاجتماعي ايضا، من خلال ايجاد فرص عمل، وهذا امر ايجابي على جميع المستويات، سواء الاقتصادية او الاجتماعية او الانسانية، يساعد ذلك قدرة الفرد على الصرف وتحسين معيشته.
من هذا المنطلق، اوضح دبوسي انه «حينما نطرح وضع مطار الشهيد الرئيس رينه معوض (القليعات) في خدمة الملاحة الجوية التجارية المدنية فنحن نذكر بالدور الإنمائي والإقتصادي الذي يلعبه هذا المرفق الإقتصادي وحينما يتم إتخاذ القرار من قبل المسؤولين بإعادة وضعه أمام حركة الملاحة التجارية الجوية في خطة إستباقية وبالتلازم مع دور مطار الشهيد الرئيس رفيق الحريري اللذين بتكاملهما يمكن أن يوضعا في خدمة الإقتصاد الوطني».
أما بالنسبة الى مدى جهوزية مطار القليعات اللوجستية فقد أكد دبوسي «أنه لا بد من الوقوف على رأي الخبراء والتقنيين في هذا المجال، وعلى العموم فإن كل الأمور تسوى الفنية واللوجستية والتقنية والإدارية سريعاً في حال صدور القرار بإعادة الحيوية الى دور مطار القليعات وفي مدة لا تتجاوز الـ48 ساعة».
وأشار الى أن «هناك ضرورة للعمل على تبسيط نظام الإدارة المركزية الإدارية والتخفيف من شدته لأن لبنان بالرغم من كونه بلدا صغيرا ولكنه بلد رسالة وغني جداً بمختلف المشاريع الحيوية والإنمائية ويعلم كل المسؤولين والمثقفين والمتابعين لشؤوننا العامة بأن لوطننا بعداً دولياً يتطلب تبسيط التشريعات لكي نتجاوز من خلال تعديلها تقديم الكثير من التسهيلات وتجاوز مجمل الأعمال الروتينية المعقدة».