تحرص بلدة القلمون على خوض استحقاقاتها الانتخابية البلدية باستقلالية تامة، وبمعزل عما يدور من حراك سياسي في العاصمة طرابلس، إذ تشكل من خلال حساسياتها العائلية إحراجا للتيارات السياسية الى تتجنب التنافس فيها، وتذهب مجتمعة في كل استحقاق لدعم إحدى اللوائح من أجل الحفاظ على حضورها.
تعتبر القلمون البوابة الجنوبية لطرابلس وهي تتبع لها إداريا، ويبلغ عدد سكانها 18 ألف نسمة، منهم 4700 ناخب مسجلين على لوائح الشطب، شارك نحو 2300 منهم في الانتخابات البلدية في العام 2010، وتبلغ مساحتها نحو 16 ألف متر مربع، ويبلغ عدد مجلسها البلدي 15 عضوا، وفيها ثلاثة مخاتير.
تتميز بلدة الامام محمد رشيد رضا، بنسبة تقارب 100% من المتعلمين. يعمل أكثرية أبنائها من المجازين في مجالات التعليم وضمن القطاع الوظيفي الرسمي، وهي تشتهر بصناعات ماء الزهر، ماء الورد، المربيات، الكبيس، الملح وزيت الزيتون، إضافة الى النحاسيات.
تشهد القلمون تنوعا سياسيا وإسلاميا، فبالاضافة الى العاطفة الجياشة التي تحملها عائلاتها للرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، ثمة حضور قوي للنائب محمد الصفدي، والوزير الاسبق فيصل كرامي، وحضور للحزب القومي.
أما على الصعيد الاسلامي فتعتبر الجماعة الاسلامية اكثر التيارات حضورا، يضاف إليها «عباد الرحمن»، والتيار السلفي، وحركة التوحيد الاسلامي وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية.
لم ينجح سعاة الخير في القلمون بالوصول الى توافق يجنب البلدة معركة انتخابية، خصوصا في ظل إصرار الرئيس الحالي طلال دنكر على الاستمرار في تحمل المسؤولية، فشكل لائحة مكتملة تضم نائبه باسم العلي و13 عضوا. في المقابل، أسفرت الاندفاعة الشبابية نحو التغيير عن تشكيل لائحة منافسة من 14 عضوا برئاسة الدكتور ثائر علوان، والدكتور فداء الشيخ لنيابة الرئاسة أو للمداورة.
وتمكن دنكر بفعل العلاقات التي تربطه بمختلف القيادات السياسية في طرابلس، من الحصول على دعم التحالف السياسي الطرابلسي (ميقاتي، الحريري، الصفدي، الجماعة) وكذلك بعض العائلات الكبرى في القلمون التي حرص على تمثيلها في اللائحة، وأضيفت إليهم في هذه الدورة عائلة المربي رفعت فحيلي من خلال تمثيل ابنه في اللائحة، في حين يتجه الحزب القومي نحو الحياد.
أما اللائحة المنافسة فتشكلت من العائلات أيضا، وهي تضم كفاءات وخبرات شبابية مختلفة.
ويمكن القول إن معركة القلمون قد تكون سياسية بالشكل من خلال دعم التحالف للائحة دنكر، لكنها في المضمون عائلية بامتياز حيث تصل المنافسة الى أبناء العم في العائلة الواحدة وبين الأقارب والانسباء، نظرا للتداخل الاجتماعي الحاصل وسعي أكثرية أبناء هذه البلدة الى خدمتها.