ركّزت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في لقاءاتها الأخيرة في بيروت، بشكلٍ حصري على أولوية تطبيق القرار الدولي 1701، لكن الجواب اللبناني الواضح على هذه المقاربة الذي سمعته الوزيرة الفرنسية، يكشف عنه عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب الدكتور قاسم هاشم، الذي يؤكد أن “لبنان ملتزم بهذا القرار” موضحاً أن “العنوان الذي يتمّ تناوله من قبل كل الموفدين الدوليين، لا يتعلق بتطبيقه، خصوصاً وأن لبنان يدعم ويطالب بتطبيقه وأعلن منذ صدوره الإلتزام بمندرجاته، بل يركِّز على طمأنة العدو الإسرائيلي”.
ويشير النائب هاشم في حديثٍ لـ”الديار”، إلى أنه “منذ العام 2006 تنصّل العدو منه ولم يلتزم به، كما أن المجتمع الدولي بدوره ، لم يتابع تنفيذ القرار 1701، لأنه يتضمّن عدداً من البنود ومن بينها البحث في قضية الأرض المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، حيث كان الأمين العام للأمم المتحدة، قد طالب بإعداد تقريرٍ حول هذا الجانب خلال شهر، وذلك بالإستناد إلى البنود السبعة التي طرحها لبنان، ومن بينها أن يكون حلّ مرحلي يقتضي أن يحصل انسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ووضعها تحت وصاية الامم المتحدة في المرحلة الأولى الإنتقالية وإعادتها لأصحابها، ثم يتمّ بحث كل النقاط الخلافية، ولكن في النهاية هذه أرض محتلة ولا بدّ من الإنسحاب منها، وهذا هو المنطق الذي كان يقول به القرار الدولي، ولكن على العكس تماماً، فإن العدو كرّس احتلاله لبلدة الغجر رغم أن القرار تضمّن بنداً واضحاً وصريحاً، ويقول بالانسحاب من الجزء اللبناني من بلدة الغجر، ومن دون أن يحرّك المجتمع الدولي ساكناً، لأن ما يعنيه في منطقتنا هو فقط مصلحة الكيان الإسرائيلي وطمأنته”.
وبالتالي، وإزاء هذا المنطق، يجزم النائب هاشم، بأن “لبنان لن يوافق في المطلق على أي مقاربة لا تعتمد التطبيق الكامل للقرار 1701 والإلتزام بالتوازن، لأن لبنان لن يتخلى عن سيادته وعن أرضه ولن يقبل أن يطمئن العدو أو أن يكون حرس حدود له، فما يطرحه الموفدون الديبلوماسيون مع المسؤولين اللبنانيين، هو مرفوض، لأنه يطرح إبعاد أهالي الجنوب عن أرضهم”.
ويضيف هاشم، أن “جواب المسؤولين على المقاربات التي يطرحها الغرب هو: إذا أردتم تطبيق القرار 1701 عليكم أن تذهبوا إلى إسرائيل التي تنصّلت من تنفيذه، وإذا أراد الغرب الإستقرار في الجنوب، عليه أن يسارع إلى فرض وقف إطلاق النار في غزة، إذ لا يمكن السكوت عمّا يجري والمطالبة بالهدوء والاستقرار على الحدود مع العدو الذي يتمادى حتى في عدوانه على الجنوب، إذ لم يوفّر حتى مواكب التشييع، وهذا يؤكد أنه لن يخضع للقوانين الدولية وبأن الرسائل والمقاربات الدولية تهدف إلى طمأنته انطلاقاً من سياسة المعايير المزدوجة المعتمدة منذ عقود من قبل المجتمع الدولي”.
وعن رسالة كولونا، يقول النائب هاشم، إنها “دعت إلى التهدئة وعدم الإنزلاق على الحدود الجنوبية وحملت التهويل والتهديد الإسرائيلي، فكان الجواب اللبناني بأنه إذا كنتم تريدون الهدوء في الجنوب عليكم أن تضغطوا على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701، لأن لبنان التزم بكل مندرجاته حتى لحظة انفجار الحرب في غزة، ومن حقّ لبنان أن يبقى متمسّكاً بقواعد الإشتباك ما دام هناك أرض محتلة، فلبنان لم يتخلَّ عن مقاومته والقرار 1701 لم ينصّ على التخلّي عن المقاومة، بل نصّ على عدم وجود السلاح الظاهر، وهو لم يكن ظاهراً، علماً أن ما فرض وجوده هو الظروف التي طرأت في غزة وحقّ لبنان يتحريك الجبهة الجنوبية وفق قواعد الإشتباك”.
ومن هنا، يشدد النائب هاشم، أن “لبنان متمسّك حتى اليوم ولحدود معينة، بقواعد الإشتباك، لكن العدو هو الذي تمادى وقصف عمق الجنوب ووصل إلى حومين ولم يرحم أي قطاع، ولذلك، من حق لبنان الدفاع عن كرامته والإحتفاظ بقوته، وهذا هو الكلام الذي قيل للموفدين الدوليين والرئيس نبيه بري، كان واضحاً بأنه لا يمكن القبول ولا يمكن الخضوع تحت أي ظرف من الظروف، فالجواب اللبناني بات واضحاً للموفدين وللسفراء الأجانب، وأي رسالة جديدة ستلقى الجواب نفسه”.
وعن تثبيت الحدود البرية، يقول النائب هاشم إنها “لا يحتاج الى ترسيم فالحدود واضحة وتحتاج الى انسحاب العدو دون قيد أو شرط”.