عندما يقول اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني لجماعة «حزب الله» اذهبوا الى سوريا ودافعوا عن المقدسات الاسلامية في مقام السيدة زينب ينفذون الأمر من دون تردد ومن دون أي سؤال يعني لماذا؟ أو أي استفسار… أي أمرك سيّدي أنت صاحب الأمر.
هذا ما حصل فعلاً منذ بداية الثورة السورية عام 2011 يومها قام الشعب السوري بتظاهرات سلمية مئة في المئة مطالباً بتحديث النظام وبانتخابات نيابية حرة وإطلاق الإعلام الحر وكان بشار الأسد المجرم يرد على المتظاهرين الذين كانوا يقولون «يا بشار بدنا انتخابات حرّة» بدنا «إعلام حر» يرد بالحديد والنار والمدافع والدبابات والصواريخ… وبقيت الحال على هذا المنوال لمدة ستة أشهر كاملة.
هكذا بدأت الثورة السورية وهكذا قرر اللواء قاسم سليماني خوفاً من سقوط المجرم بشار الأسد ونظامه وحلفائه أن ينخرط «حزب الله» في الحرب ضد الشعب السوري الى جانب النظام المجرم وأدخل الحرس الثوري الايراني كما أشرك أيضاً الميليشيات العراقية… وهذا كله لتحقيق المشروع الذي حذّر منه الملك الاردني عبدالله الثاني، أي مشروع الهلال الشيعي الذي بدأ بالتقهقر خصوصاً أنه وبالرغم من أنّ الاميركيين سلّموا العراق والدولة العراقية أي ما تبقى من الدولة بعدما حلّوا الجيش العراقي كرمى لعيون إسرائيل، هذا الجيش الذي منع إسرائيل من احتلال دمشق عام 1973 أي في حرب تشرين المجيدة… وبالرغم من أنّ الايرانيين تسلموا العراق وعيّنوا اللواء قاسم سليماني حاكماً فعلياً عليه بصلاحيات مطلقة… وطوال هذه السنوات لم يستطع سليماني تحقيق الأمن في العراق حيث تنفجر يومياً سيارة أو اثنتين أو ثلاث في قلب بغداد بالإضافة الى تغييرات أمنية حتى أنّ ما يسمّى بالإرهاب الذي هو في الحقيقة صناعة النظام العراقي الجديد أي نوري المالكي وبالاتفاق وبالتزامن مع المجرم بشار الأسد حيث أطلقا المتطرفين الاسلاميين الذين كانوا في سجون العراق وسوريا… وهكذا بدأت «داعش» أو «SiSi».
وخلال فترة قصيرة أصبحت المساحة التي يحتلها التنظيم الارهابي أكثر من نصف مساحة سوريا والعراق.
وهنا جاء دور الروس بعد فشل «حزب الله» وقاسم سليماني والحرس الثوري بالاضافة الى الميليشيات العراقية وغيرها في إنقاذ النظام فذهب اللواء قاسم سليماني الى موسكو مرتين لكي يطلب من روسيا إنقاذ النظام السوري الذي كان سقوطه حتمياً خلال اسبوع على الأكثر فدفع قاسم سليماني المليارات من الخزينة العراقية ومن مال الشعب الايراني للروس لكي ينقذوا المجرم بشار وهذا ما حصل فعلاً! ويبقى هناك سؤال: كيف استطاع «داعش» أن يحتل في يومين مدينة الموصل وفيها البنك المركزي وفيه 500 مليون دولار وفيها معدات جيش كامل التجهيز بالأسلحة كافة؟ واليوم لكي يطردوا «داعش» من الموصل احتاجوا الى 3 سنوات… وهذا سؤال سيجيب عنه التاريخ.
اليوم «حزب الله» يحاول أن يستغل عملية جرود بعلبك والقاع وجرود عرسال، ويقول إنّه طرد الإرهاب من الجرود والحدود اللبنانية.
ونطرح بعض الأسئلة التي ليس عندنا لها أجوبة:
1- كيف تم الاتفاق بين داعش وحزب الله؟
2- لماذا صرّح العبادي رئيس وزراء العراق معترضاً ومحتجاً على نقل «داعش» الى الحدود مع العراق؟
عوني الكعكي