منذ الخميس الماضي اشتدّت صراعات الفساد والحديث عن اختلاسات مالية تورّط بها «بوم الخراب» في منطقتنا اللواء قاسم سليماني، ومنذ الأمس علا صوت الأخبار الإيرانيّة عن نيّة قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري إقالة قاسم سليماني، فيما تحدّثت أنباء أخرى نيّة المرشد الإيراني علي الخامنئي إقالة اللواء محمد علي جعفري، إيران غارقة في أحاديث الفساد والاختلاسات، والحقيقة أنّهم جميعاً لا يتخيّرون عن بعضهم البعض «قشّة لفّة» فقد دأبوا على نهب الشعب الإيراني على مدى عقود أربعة!
قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذراع الإرهابي لإيران في حروب المنطقة متهم بالاختلاس، وكالة أنباء «آريا» نشرت مساء الخميس الماضي خبراً مفاده أنّ المرشد الإيراني علي الخامنئي ينوي إقالة قاسم سليماني من منصبه، وبعد ساعات قليلة حذفت الوكالة هذا الخبر من موقعها على الإنترنت، هذا النّوع من الأخبار لا ينشر في إيران بهذه السهولة، ولا يحذف أيضاً من دون أوامر عليا، وسريعاً ردّت قناة «تهران تايمز» على تلغرام بأنّ المرشد ينوي إقالة «محمد علي جعفري» من قيادة الحرس الثوري وتعيين قاسم سليماني خليفة له.
وكالة «آريا» نشرت تقريراً حوى اتهامات مبطنة لقاسم سليماني بالفساد وعدم الشفافية، وحكاية الفساد هذه عالقة في أخذ وردّ منذ آذار الماضي عندما حكم على حميد بقائي نائب أحمدي نجاد في ولايته الرئاسيّة الثانية بتهمة باختلاس أموال تابعة لفيلق القدس الإيراني قدرت بنحو 3 ملايين و766 ألف يورو، بالإضافة إلى 590 ألف دولار، كان من المقرر أن يتم دفعها «رشوة» لبعض القادة الأفارقة!
حميد بقائي ومن سجنه في طهران نشر له موقع «دولت بهار» رسالة قال فيها: «إن على السلطات القضائية اعتقال قاسم سليماني قائد فيلق القدس والتحقيق معه بشأن ضياع هذه الأموال»، ما مدى صحّة ما نشرته وكالة آريا عن المرشد الإيراني بأنّه «شرح أهمية خضوع جميع مسؤولي الثورة للمساءلة والردّ على مطالبات الناس»؟ ما مدى صحّة ما نقلته عن إشارته «إلى تبادل الرسائل بين الرئيس السابق أحمدي نجاد وقاسم سليماني، مطالباً إيّاه الشفافية والردّ على أسئلة بخصوص الاختلاس في قوات فيلق القدس وارتباطاته في العمل وإثارته للتناقضات الأخيرة وتأثيرها على الحرس الثوري وعلى الثقة الشعبية»؟ وما مدى صحّة ما نسبته إلى المرشد الإيراني عن «حلول استراتيجية للدفاع عن كيان الثورة والنظام والاستقلال وصيانة سلامة أراضي البلد، مؤكدا على أهمية السلامة الجسدية لقاسم سليماني في عمله، وتأثير ذلك على مهامه المتعددة في سوريا والعراق، كما عبر عن ملاحظات حول تعيين خليفة لقائد فيلق القدس أو دمج هذا الفيلق في الحرس الثوري»؟
الثابت الوحيد وسط هذه التساؤلات أنّ هناك اختلاس كبير، وأنّ هذا الاختلاس يطال اسمين هما حميد بقائي وقاسم سليماني، والأول قال كلاماً واضحاً وطالب بمحاكمة سليماني والتحقيق معه، والثاني أي سليماني لم يكلّف نفسه عناء الردّ على التّهم الموجهة له، والثابت أيضاً، أنّ إيران دولة ينخرها الفساد حتى العظم وأنّها دولة تقوم سياستها الخارجية لتنفيذ أجندتها الخبيثة على الرّشوة وشراء الذّمم، وهذا أمرٌ تمارسه إيران «على عينك يا تاجر»!
أمّا القادة الأفارقة المستهدفون بالرّشوة الإيرانيّة سبق وسمعنا الكثير عن رشوتهم من قبل العقيد المقتول معمّر القذّافي، الفارق الوحيد هنا هو رغبة إيران وسعيها الدؤوب لنشر التشيّع الفارسي في إفريقيا علّها تعود من بوابتها إلى مصر وعسى أن تنجح في إحياء أوهام «الخلافة الفاطميّة»!