IMLebanon

أين قاسم سليماني… وأين «فيلق القدس»؟!

 

 

وأنا أتابع أخبار الجرائم والاعتداءات الاسرائيلية على أهل القدس الفلسطينيين، في الوقت الذي يحاول الجيش الاسرائيلي وبالقوة اقتلاع أهل فلسطين وخصوصاً أبناء حي الشيخ جراح من منازلهم بالقوة.. في هذا الوقت بالذات، تذكرت اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الذي كان يرفع شعار الإنجاز الأوّل للثورة الإسلامية الإيرانية، وهو تحرير القدس واسترجاع فلسطين، ومن أجل ذلك أنشئ هذا الفيلق وَعُيّـن على رأسه أهم ضابط في الحرس الثوري ألا وهو اللواء قاسم سليماني. وكما هو معلوم فإنّ الثورة الإيرانية أقفلت سفارة إسرائيل واستبدلتها بسفارة فلسطين للدلالة على أهمية قضية فلسطين بالنسبة للمسلمين. هنا نستطيع القول إنهم سرقوا «علم فلسطين» وسبقوا العرب في مسيرة من المفترض أن تتجه لتحرير فلسطين واسترجاع القدس.

 

وأتذكر هنا كلاماً للرئيس المرحوم حافظ الأسد وذلك بعد مرور عام على الحرب بين إيران والعراق وذلك تحت شعار رفعه قادة الثورة الإيرانية، وبالأخص القائد آية الله الخميني، هو تشييع العالم العربي  بدءًا بالعراق، يومذاك في حفلة تخريج مجموعة من المظليات من سرايا الدفاع، قال حافظ الأسد بأنه يقيم علاقة طيّبة مع إيران لأن هناك عداوة بين إيران والعرب، لذلك يجب أن يبقى طرف واحد من العرب على الحياد، كي يستطيع تقريب وجهات النظر بين الفرس والعرب. هذه كانت الغاية من إبقاء شعرة معاوية في العلاقات بين الأسد وبين نظام الملالي.

 

نعود الى موضوع قاسم سليماني الذي أمر «الحزب العظيم» بالذهاب الى سوريا من أجل إنقاذ المقامات الدينية المقدسة، وبطبيعة الحال إنقاذ نظام الأسد من السقوط. وبالفعل أشرف اللواء سليماني شخصياً على الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، وكان القائد الحقيقي للجيش العلوي، وللجيش الشيعي. فحلّت الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية وجميع أهل الشيعة في العالم وبالأخص الفقراء منهم في سوريا، كل هذه البطولات كانت من أجل الحفاظ على نظامٍ قتل مليون مواطن من الشعب السوري وشرّد نصف الشعب ودمّر نصف مباني المستشفيات ودوَر العبادة والمباني الحكومية، والجامعات والمدارس والمستوصفات، حتى عمّ الدمار أنحاء سوريا كلها، كل هذا قام به قائد «فيلق القدس» من «أجل حماية الأماكن المقدسة!!..».

 

لذلك عندما نتذكر اللواء قاسم سليماني فإننا نتذكّره لأننا نشعر اننا بحاجة إليه اليوم، من أجل تحرير فلسطين!! وهذه كانت أولى مهماته عندما عُيّـن قائداً لـ»فيلق القدس»… من هنا نفهم لماذا قُتِل اللواء قاسم سليماني لأنّ الذي قتله كان خائفاً منه، لأنه كان يريد تحرير القدس بل تحرير فلسطين بأكملها.

 

على كل حال ما حدث حدث… لكننا نقول لأنفسنا: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم، مات، لكن أمّته لا تزال قائمة.. فإذا قُتَل اللواء قاسم سليماني، فهل مات معه حلم تحرير فلسطين، وأمل تحرير القدس؟ أمّا السؤال الثاني: ألا يوجد في العالم «الفارسي» أي بديل للواء قاسم سليماني، وهل فرغت دولة الفرس، لا بل إمبراطورية الحلم الفارسي من الرجال فلا يوجد بديل للواء قاسم سليماني؟

 

للأسف نقول: إنّ شعار تحرير القدس وشعار «فيلق القدس» كذبة كبيرة كما تبيّـن. لقد استطاع الفرس أن يضحكوا على العرب وبالأخص أهل الشيعة ليقولوا لهم إنّ هدفهم هو تحرير فلسطين، وإنّ القادة العرب لا يريدون تحرير فلسطين من أجل فضح العرب، ليبرهنوا للعالم الإسلامي أنهم الوحيدون الذين يرغبون بتحرير فلسطين. وهذا نظرياً صحيح مائة في المائة… أما عملياً فهذا الشعار رفعه الفرس لسرقة قضية المسلمين من العالم العربي. وللأسف نتج عن محاولتهم المكشوفة إحتلال 4 عواصم دول عربية هي: لبنان وسوريا والعراق واليمن، وإقامة الهلال الشيعي.

 

ونحن نقول لهم: لنفضحت كذبة شعار تحرير فلسطين، وهذا كله كلام بكلام.. يضحكون فيه على بعض العرب من ذوي النفوس الصغيرة، ليقولوا لهم إنهم يخافون على الدين الإسلامي وهم حريصون كل الحرص على قضية فلسطين… لكن فعلياً كل كلامهم «حكي بحكي» والآتي أعظم…