أسبوع واحد ويسقط موعد جديد كان يُعوّل عليه ليكون حداً فاصلاً يُنهي الفراغ في رئاسة الجمهورية، وتبدأ رحلة الحد الفاصل الجديد في كانون الثاني من العام المقبل، تاريخ خروج قائد الجيش جوزاف عون من قيادة الجيش اللبناني، وكلها مواعيد مفترضة لطالما اعتاد اللبنانيون أن يربطوا حياتهم بها، ولو ثبُت الفشل يكررون التجربة.
عدنا اليوم الى نغمة الاتفاق النووي الإيراني، تقول مصادر سياسية متابعة، مشيرة الى أن بعض القوى السياسية باتت تعوّل على عودة الحرارة للمفاوضات النووية، لاجل تسهيل الوصول الى حل في لبنان. ربما يكون ذلك مؤثراً بحال حصل، لكن من الخطأ اعتبار الملف اللبناني ملفاً أولاً على طاولة الدول الاقليمية والغربية، وهو ليس كذلك بطبيعة الحال، رغم محاولات طرحه على طاولة اكثر من لقاء حصل مؤخراً في الخارج.
في نيسان الماضي، نصحت قطر “اللجنة الخماسية” العاملة في الملف اللبناني أن يُشركوا إيران ضمن اللجنة لضرورة وجودها، إذ لا يمكن للجنة دولية أن تصل الى نتيجة بحال كانت تمثل وجهة نظر واحدة في لبنان، وهذا ما حصل، إذ صعّد حزب الله بوجه اللجنة ملمحاً الى أن العمل لمصلحة فريق ضد آخر لن يصل الى نتيجة.
وبحسب المصادر فإن قطر أعادت مؤخراً النصيحة نفسها، وهي التواصل المباشر مع ايران لبحث الملف اللبناني والأفكار المطروحة للوصول الى حل، ويوم الأحد الماضي خلال زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي الى إيران، فُتح الموضوع اللبناني، ولو على هامش ما يمكن اعتباره الطبق الدسم على طاولة الزيارة، فبحسب المصادر، لم تهدف الزيارة الى بحث الملف اللبناني كما يتمنى بعض السياسيين في لبنان، إنما الهدف الأساسي لها كان البحث بالدور الذي تؤديه قطر كوسيط الى جانب عُمان في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، والهدف طبعاً تقريب وجهات النظر بغية العودة الى طاولة المفاوضات النووية، كما أن لقطر دورا فاعلا وكبيرا بالتواصل غير المباشر بين الايرانيين والأميركيين، حول صفقات تبادل السجناء وما تضمّه هذه الصفقات من تفاصيل أخرى.
لا شكّ أن نجاح قطر في دورها مع إيران سيعطيها “ثقة” إيرانية أكبر للتدخل في الملف اللبناني، وتكشف المصادر أنه بعد أن خفُت النجم الفرنسي في لبنان، وما كانت فرنسا تسعى الى فعله كوسيط بين حزب الله والآخرين، يمكن للنجم القطري أن يسطع في بيروت من خلال رعايتها للحوار بين حزب الله والخارج، مشيرة الى أن قطر تعول على نجاح معيّن في طهران لينعكس في بيروت، دعماً لمبادرتها القائمة على إيصال مرشح ثالث الى رئاسة الجمهورية غير رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وغير جهاد أزعور، الذي يمكن القول انه سقط في 15 حزيران الماضي، تمنّي قطر النفس بأن يكون قائد الجيش.
وتؤكد المصادر أن القطريين لم يفاتحوا الإيرانيين بأسماء مرشحين للرئاسة، ولا دخلوا في تفاصيل الملف، كون التفاصيل لا تزال مؤجلة، لكنهم تحدثوا مع الايرانيين عن دورهم في لبنان، طالبين الحصول على الدعم الإيراني.