IMLebanon

شروط نجاح المبادرة

 

 

يبدو أن الحرص على إبقاء تفاصيل المبادرة القطرية بعيدة عن الأضواء هو قرار مدروس ينطلق من الفوضى التي أحاطت بالمبادرة الفرنسية التي كانت «عالمكشوف» حتى من قبل المباشرة بتنفيذها. إذ حتى قبل مجيء الموفَدين الفرنسيين الى لبنان كان معروفاً أن هذه المبادرة قوامها معادلة سليمان فرنجية – نواف سلام، وأن ثمة خلية في الإليزيه تضم هذا الوزير وذاك المستشار، وان زياراتٍ سيقوم بها الجانب الفرنسي الى هذه العاصمة وتلك الحاضرة وسواهما، وأن الرئيس إيمانويل ماكرون مرتاح لهذه الجزئية ومزعوج من ذاك التصرف وينتابه الغضب من ذلك البيان الخ… الى هذا كانت التحركات كلها تحت الأضواء الكاشفة والتصريحات الرنّانة، والى ما هنالك.

 

على العكس من تلك المظاهر أُحيطت المبادرة القطرية بكثير من التعتيم والكتمان، لدرجة أن المراقبين والإعلاميين ووسائط الإعلام والمواقع الإلكترونية عموماً كانوا في حَيرة من أمورهم بين مَن يجزم، قبل نحو أسبوعين، بأن موفداً قطرياً زار لبنان وأمضى فيه بضعة أيام ومَن ينفي. وحتى الموفدان القطريان الحاليان حرصا على أن يلفّا نشاطهما بصفيحة من التعتيم حول الذين التقياهم ومتى وأين وماذا دار في اللقاءات من أمور ومواضيع ومداولات باستثناء ما يسرّبه بعض من الذين اجتمعا واياهم. ومع أن الجانب القطري يجيد لعبة الإعلام بامتياز، أو ربّـما لأنه يجيدها، فقد حرص على إبقاء الأمور طيّ الكتمان، وهي نقطة إيجابية على كل حال.

 

ويبقى أن تحكيم المنطق يفترض أن نجاح المبادرة القطرية في  التوصل الى ملء الشغور الرئاسي في لبنان يقتضي حكماً المحطات الآتية: أولاً – أن تكون الدوحة مدعومة من الرياض. ثانياً – أن تكون تحظى بالدعم الأميركي وأقلّه عدم العرقلة من قِبَل واشنطن، أن تحصل على «مباركة» طهران واستطراداً بموافقة حزب الله.

 

وليس سرّاً أن المبادرة القطرية لا تقف عند أسوار قائد الجيش العماد جوزاف عون إنما تتعدّاه الى بضعة مرشحين آخرين وإن كان القائد هو «الفافوري» لديها. ومن الواضح أيضاً أن أكثر جهتين لا ترحبان بوصول الرجل الى سدّة الرئاسة هما حزب الله والتيار الوطني الحر، ويشار كذلك الى الرئيس نبيه بري الذي ربما يبدي بعض المرونة اتجاه قائد الجيش.. أما القوات اللبنانية فتميل الى أن تمشي به إذا وجدت أن البديل متعذر. وعليه، فهل يستطيع ثلاثي الحزب وبري وباسيل التوصل الى توافق على مرشح آخر ربما يكون اسمه وارداً في اللائحة القطرية؟ هذا هو السؤال.