IMLebanon

هل تُحقِّق قطر ما عجزت عنه فرنسا رئاسياً؟؟ 

 

بعد الزيارة الأخيرة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، وما حَملت معها من استنتاجات مُتناقضة، وبعد الإحباط الذي خلّفته نتيجة لقاء “الخماسية”، والانقسام الحاد بين أعضائها، وتحديداً الأميركي والفرنسي، بدأت جولة الموفد القطري على الأفرقاء اللبنانيين، طارحاً مبادرة مدعَّمة مالياً، كبديل عن المبادرة الفرنسية التي بإعلان إسقاطها تَبرز المبادرة القطرية بقوّة على الساحة اللبنانية.

 

إلا أنه من البداية، لا شيء يوحي بأن قطر ستَحصل على ما لم تَحصل عليه فرنسا، بحسب مصادر سياسية متابعة، نظراً لتشابه مبادرتيهما بمختلف نواحيهما ، مع فارق وحيد هو أن ما يَحمله الموفد القطري لم يَتعرَّض لهجوم كبير من بعض القوى كما حصل مع الفرنسي، بحيث ان الدوحة من الأساس تتسلّح بقدرتها على لقاء جميع الأطراف الداخلية دون أي حواجز أو عوائق…

 

فإذا تم تفنيد كلتا المبادرتين يمكن رؤية القواسم المشترَكة بينهما، وتحديداً عوامل الفشل لمَن يَعتبر أن المبادرة الفرنسية انتهت:

 

١- كما كان على رأس المبادرة الفرنسية اسم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، والذي اعتَبر مَن عارضها أن مشكلتها بالدخول في الأسماء، أيضاً على رأس المبادرة القطرية اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، حتى ولو أضافت مؤخراً أسماء أخرى بعضها جديد، إلا أن الغاية منها كما يَعتبر البعض هو إلقاء الحجة على مَن يَتمسَّك بدعم مُرشّح وتحديداً الثنائي الشيعي.

 

٢- كما المبادرة الفرنسية لا تَحظى بإجماع “الخماسية” كذلك المبادرة القطرية، على اعتبار أن الانقسام أميركي- فرنسي، وقطر تَحظى بدعم واشنطن.

 

٣- الموقف السعودي غير واضح منها، تماماً كما عدم وضوح موقفه حيال المبادرة الفرنسية.

 

٤- كما أن المبادرة الفرنسية وُضِع عليها “فيتو” مسيحي، نرى حتى الآن على الأقل تمسُّك “الثنائي الشيعي” بدعم ترشيح فرنجية، وفق ما قال رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد.

 

فبذلك، العوامل الخارجية والداخلية متشابهة، ما يعني أنها ستَلقى مسار ومصير المبادرة الفرنسية، على حد قول المصادر نفسها، التي تقول: صحيح الحراك القطري ليس جديداً وكان من بداية الأزمة الرئاسية، إلا أنه كان خجولاً نظراً لوجود مبادرة فرنسية رغم تجاهله لها، لكن بعد الكلام عن إسقاطها، خاصة بعد أن ظهر عمق الخلاف الأميركي-الفرنسي حولها، شجَّع الدوحة أكثر على التعامل مع مبادرتها بجدية، لكن هل يتلمّس جميع الأفرقاء اللبنانيين هذه الجدية؟

 

عندما غادر الموفد الفرنسي لبنان، وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه سيدعو الى الحوار في أوائل تشرين أول إذا لم تحصل مفاجأة، مضيفا عبارة: “سمعت بأنّ القطريّين سيأتون إلى لبنان بطرح ما” ، ما يعني استعداد الثنائي للتعاون والانفتاح على أي مبادرة والتعاطي معها بإيجابية حتى لو كانت بالنسبة له وفقاً لمضمونها “تضييع وقت”، فإستيعابها ضروري باعتبار أن الثنائي أعلن أكثر من مرة عن انفتاحه لأي مبادرة تُساعد على إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وهنا يَكمن الفارق بين الأفرقاء، تقول المصادر، بحيث ان الثنائي سيَتعامل مع المبادرة القطرية بإيجابية، وليس بسلبية المعارضة مع المبادرة الفرنسية، رغم الحديث المتداوَل عن استياء الثنائي من الدور القطري بفرملة اندفاعة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، إن لناحية عدم وضوح تصريحاته المتعلّقة بالحوار، بحيث تراجعت من الترحيب الى وضع الشروط، أو لناحية الحديث عن استعداده القبول بأي مرشح وإن كان فرنجية، مقابل شروط باتت معروفة، لمنح فرصة لمبادرتهم وفق ما يَعتبر البعض.

 

إذاً في الوقت الضائع تَطرح قطر مبادرتها، صحيح أنها بإيعاز أميركي، إلا أنها في وقت بات الجميع يَعرف أن الشروط الأميركية بمكان آخر وتحديداً على الحدود الجنوبية، وفي وقت تتمسّك فيه فرنسا بالقيام بدور في لبنان، وفي وقت تعتمد فيه السعودية سياسة اللاموقف، وفي وقت يبقى الانقسام الداخلي اللبناني على حاله وإن حاول البعض إبداء ليونة في موقفه يعود الى تصلّبه لربما وفق إشارة خارجية، ما يعني أن الظروف لم تَنضج بعد لتُحقِّق أي مبادرة غاية إنجاز الاستحقاق الرئاسي حتى ولو تبدّل اسم دولتها…