Site icon IMLebanon

وساطة قطرية «على نار حامية» لمصالحة الحريري ـ ريفي

بعد ان سار رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري في اتجاه خصومه السياسييّن الذين اصبحوا اليوم ضمن الحلفاء والخط التوافقي، لم تعد فئة الصقور موجودة داخل «المستقبل» اذ  ُازيلت العقبات وانجزت التسوية الرئاسية. فيما كان الشارع السنّي المؤيد للحريري قبل ذلك مقلوباًرأساً على عقب، بعد ان تلقى الصدمات تباعاً لكنه إستقيظ منها اليوم، فلقي ارتياحاً مع بدء العهد الجديد. لكن فئة الصقور هذه لم تخلُ نهائياً اذ لا يزال الوزير المستقيل اشرف ريفي يحلّق ضمنها، وإن كان خارج تيار «المستقبل» لكنه لا يزال محسوباً عليه وإن بصورة غير مباشرة بعد ان كان من اقرب المقرّبين من الحريري، لكن هذا التقارب إنقلب الى إبعاد بدأ بإستقالة ريفي من حكومة الرئيس تمام سلام احتجاجاً على عدم تحويل ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي، وحينها بدأت العلاقة تسوء مع الحريري الذي كان بالمرصاد عبر «تويتر» حيث فجّر قنبلة سياسية بقوله «أن موقف الوزير ريفي لا يمثلني»، وعلى الاثر إشتعلت مواقع التواصل وصبّت بأجمعها مع ريفي موجهّة له التحية والدعم، فإرتفعت نسبة مؤيديه على حساب الحريري، وبات الاول يُحتسب زعيماً للسّنة خصوصاً في طرابلس، ورقماَ صعباً في المعادلة النيابية ضمنها، بعد تراجع شعبية تيار»المستقبل» في المدينة على خلفية ملف سماحة.

اما التباعد الأكبر فظهر حين دعم  الحريري النائب سليمان فرنجية للرئاسة، ما جعل ريفي يطلق بالصوت العالي «لا لكل شخص مرتبط  ببشار الاسد ان يتولى رئاسة الجمهورية في لبنان، ولا لكل محسوب على المحور الايراني – السوري»، ثم تبعت ذلك الانتخابات البلدية في المدينة حيث برز ريفي كزعيم  وبالتالي كمسؤول سنّي محبوب جداً ضمن طائفته، وصولاً لرفضه ترشيح العماد عون للرئاسة، فعمل على إقامة التظاهرات لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك بطلب سعودي لوقف الهجوم على الحريري والعهد الجديد.

الى ذلك برزت معطيات منذ فترة تدعو الى ضرورة  شدّ عصب الشارع السنّي، عبر إجراء مصالحة بين الرئيس الحريري والوزير ريفي، كانت قد بدأت بطلب من السفير السعودي السابق علي عوض عسيري لجمع الاثنين لكنها لم تنجح، خصوصاً بعد قول ريفي «أن زمن الحريرية قد ولىّ».

هذا وتنقل مصادر مقرّبة من الجهتين أن الكيمياء باتت مفقودة لان الخلافات تصاعدت وتحولت الى شخصية، وأن المصالحة بينهما باتت صعبة لكن قد تحصل بصورة فجائية من خلال وسطاء خارجييّن، ومن ضمنهم وساطة قطرية تتحضّر على نار حامية، لانه آن الاوان ان تحصل المصالحة السنّية على غرار الطوائف والمذاهب الاخرى، في ظل معلومات بأن العلاقة وصلت الى القطيعة لكن كل شيء وارد حصوله في لبنان حين يتدخل الخارج وهذا ما إعتدناه.

في غضون ذلك تشير مصادر مراقبة الى ان صبر وزير العدل السابق قد نفد بسبب التراكمات التي طوّقته من كل حدب وصوب، فهو تحمّل أخطاء المقرّبين قبل الخصوم  ولم يعد قادراً على تحمّل المزيد، خصوصاً انه خرج من التحالف مع «المستقبل» من دون ان يدافع  أي نائب في التيار المذكور عن خروجه بهذه الطريقة، في حين انه قدّم الكثير له، من دون ان ننسى ايضاً بعض هفواته حين قال أن الحريرية انتهت، ما قضى على شعرة معاوية بينهما. لكن في الوقت عينه فما يحدث على الساحة السنّية لم يعد مقبولاً، لان الانقسامات بلغت البيت الداخلي فلا أحد يفهم على الاخر، لذا فالمصالحة باتت ضرورة جداً، خصوصاً في هذه الظروف التي تتطلب الكلمة الموّحدة، لذا نأمل خيراً  مع بدء الوساطة القطرية.