IMLebanon

الموقف القطري من مبادرة معراب الرئاسية

هل يكون دخول قطر على الخط الرئاسي بداية لتوسع مروحة المداخلات الخارجية في هذا الإستحقاق اللبناني المهم والمتعثر أساساً؟ وهل يأتي هذا التدخل ليسهم في الحلول أو ليزيد التعثر؟

بداية يجدر القول إن قطر ليست مستجدة في هذا المسار الرئاسي، فلقد سبق لها أن قامت بدور ملحوظ في الإنتخابات الرئاسية السابقة التي أفضى مؤتمر الدوحة الى إيجاد حل لعقدها بالتوافق على قائد الجيش في حينه العماد ميشال سليمان.

إلاّ أنّ كلام وزير الخارجية القطري خالد العطية حول »مبادرة معراب« بتأييد وتبنّي ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، كان لافتاً في التوقيت وفي المضمون.

في التوقيت يعتبر كلام العطية أول موقف خارجي (عربي وأجنبيي) يبدي رأياً مباشراً في هذه المبادرة.

وفي المضمون فقد كان واضحاً أن قطر ترحب وتضفي إيجابية كبرى على قرار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. فهو وصف القرار بأنه »حكيم«. فإضافة الى اللعب على الكلمة في لفظة »حكيم« صفة للقرار وتناغماً مع لقب جعجع، فإن العطية أكد أن رئيس حزب القوات اللبنانية »أخذ في عين الإعتبار مصلحة لبنان«.

ولو شئنا أن ندخل في »تشريح« العبارة الأخيرة لوجدنا الكثير ممّا يقال: فهي دعم لمبادرة معراب في المطلق والمبدأ، وهي شهادة تقدير لدور جعجع و»حكمته«، وهي، ضمناً، إعتبار وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية هو في »مصلحة لبنان«، وهي الى ذلك تتضمن موقفاً إيجابياً (ضمنياً أيضاً) من حلفاء العماد ميشال عون، بمن فيهم بل في طليعتهم حزب اللّه.

وهذا كله يقتضي التوقف عند بضعة أسئلة تفرض ذاتها:

هل إن هذا الموقف جاء مصادفة إقتضته اللحظة عندما أدلى به الوزير العطية أو إنه كان مقرراً مسبقاً؟.

وهل أنّ كلام العطية هو محصلة قرار متخذ على المستوى القيادي في الدوحة أو انه يعبر عن رأي صاحبه؟ وأصلاً هل في النظام القطري من يعبّر عن رأيه الشخصي في هكذا مسألة حسّاسة؟

وهل أنّ هذا الموقف الذي عبّر عنه العطية يشير الى بداية تمايز (إنما جذري) في المواقف بين دول الخليج العربي وتحديداً بين الدوحة والرياض؟

وأساساً الى أي مدى يمكن أن يكون هذا الموقف ثابتاً أو أن قطر يمكن أن تبدّل فيه في مرحلة لاحقة؟

ولكن، قبلاً، هل يشي موقف وزير الخارجية القطري بأنّ ثمة علاقات »مميزة« كانت قائمة فعلاً بين قطر ومعراب، مع الإشارة الى أنّ حاكم قطر السابق الشيخ حمد آل ثاني كان قد بنى علاقات مع أطراف عديدة في لبنان، وهو خصّ العماد ميشال عون بزيارة الى بيته في الرابية، وكانت تلك واقعة لافتة.

وفي هذا السياق هل أن العلاقات بين معراب والرياض باتت تمرّ في مرحلة صعبة؟!

الأسابيع القليلة المقبلة ستكون كفيلة بجلاء الصورة إنطلاقاً من الموقف القطري الذي لا يمكن أن يكون عابراً.