IMLebanon

إجتماع أمني قبل ايّام في سلطنة عمان خلُص الى استبعاد توسّع الحرب على لبنان الحراك الرئاسي القطري سيتبلور في تشرين الأول وسيكون الخرطوشة الأخيرة 

 

 

 

لا تتوقف التهديدات “الاسرائيلية” اليومية للبنان بإعادته الى العصر الحجري، اذ يتسابق المسؤولون “الاسرائيليون” على إطلاق هذه النغمة، التي تهدف الى إتساع الحرب والمواجهة العسكرية وإشعال لبنان بشكل غير مسبوق، وآخرها ما قاله وزير الأمن القومي “الإسرائيلي” إيتمار بن غفير بأنه سيحرق لبنان. هذه التهديدات ما زالت تتردّد منذ عملية طوفان الاقصى التي جرت في تشرين الاول الماضي، فيما الحقيقة والقرار الاخير يأتي على الأجنحة الاميركية، وهذا ما حصل في سلطنة عمان خلال اجتماع جمع مسؤولين اميركيين وايرانيين، خلصوا الى قرار استبعاد توسيع الحرب على لبنان، مما يعني انّ قرار الحرب او السلم يأتي دائماً بلهجة اميركية، وإلا تقف كل انواع المساعدات التي تحصل عليها “اسرائيل”.

 

وعلى الخط المقابل، يربط حزب الله انخراطه في الحرب بردود الفعل “الإسرائيلية”، وهذا ما تؤكده دائماً قيادة الحزب، وما أشار اليه نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بقوله: “التهديدات لا تؤثر فينا، ولا نريد حربا شاملة، لكن إذا فرضت علينا فنحن جاهزون لها، ولن ننسحب من الميدان”، موضحاً أنّ حزب الله استخدم لغاية اليوم جزءاً بسيطاً من قدراته العسكرية.

 

الى ذلك، تبدي مصادر سياسية مواكبة للتطورات على الساحة العسكرية، تفاؤلها من نتيجة ما جرى خلال اجتماع سلطنة عمان، وترى أنّ القرار اتخذ بحكمة لانّ للحزب ايضاً تهديداته وسبق ان اعلنها بالفم الملآن عبر امينه العام السيّد حسن نصرالله، بأنّ اتساع الحرب ومحاولة ضرب بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية، تعني الكثير من الاخطار في إتجاه “اسرائيل”، اذ سيبلغ القصف “تل ابيب” وغيرها، ما يؤكد أنّ التهديدات “الاسرائيلية” المتكرّرة لم تؤد الى شيء، ولم تضع اللبنانيين ضمن خانة المخاوف والهواجس، لا بل على العكس وضعت الاعداء ضمن هذا المشهد. وطمأنت المصادر المذكورة الى انّ تهديدات الحزب فعلت فعلها، وبأنّ فرضية اتساع الحرب لم تكن إلا من باب بث القلق، فيما النتيجة جاءت معاكسة لانّ من هدّد هو الذي يعيش المخاوف.

 

وعمّا يحكى من قبل بعض السياسيين بأنّ الحرب على لبنان آتية لا محالة، اعتبرت المصادر عينها أنّ التهويلات كثيرة والتأويلات أكثر، فيما الواقع سيبقى مشابهاً لما يجري اليوم على ارض الجنوب، اي رد المقاومة على أي اعتداء “اسرائيلي” وبنسبة اكبر، موضحة أنّ الوضع سيبقى على ما هو عليه، في انتظار الحل الجدّي والتسوية، التي لن تكون على حساب لبنان مهما جرى.

 

في سياق آخر، ووسط كل ما يردّد عن إهتمام لافت بالملف الرئاسي من قبل قطر، لا يبدو الملف الرئاسي على نار حامية بحسب ما يحاول البعض إظهاره، وسط تناقضات وخلافات المعنيين بالاستحقاق من دون اي حل يذكر، ما يعني انّ التعويل على الداخل اللبناني بات وراءنا، ولا يمكن ان يكون له اي دور في ظل التشرذم والتشتّت حتى ضمن الفريق الواحد، لذا لا أمل في اي خطوة سياسية داخلية، لان الرد عليها يكون دائماً بالتعطيل المتبادل بين الفريقين المتنازعين على هوية الرئيس المقبل، الذي لا يبدو من اولويات عواصم القرار، على الرغم من المواقف التي تظهر اهتمام بعض الدول العربية والغربية بالملف اللبناني.

 

لكن وبعد تأكيدات برزت منذ فترة، ووفق مصادر سياسية متابعة للملف المذكور، فلا تقدّم ولا بشائر خير او ايجابية تقال على الخط الرئاسي، الذي ينتظر دائماً وعند كل استحقاق هام تصاعد الدخان الابيض من الخارج، اي كلمة السر التي سرعان ما تجمع المعنيين بالملف، وتقعدهم على طاولة الحوار التي يرفضونها اذا كانت في الداخل، اما دعوات الخارج فيلبّونها على الفور، الامر الذي يطرح تساؤلات حول التوقيت الذي يمكن ان تجتمع فيه القوى السياسية اللبنانية لحل هذه المعضلة، فكيف اذا كان الملف الرئاسي الذي يحتاج الى توافق داخلي كبير، وخطط من شأنها إنقاذ لبنان من كل انهياراته؟

 

باختصار، لا يبدو اي افق إيجابي في المسألة الرئاسية، فالتشاؤم يطغى من خلال كلام اكثرية النواب، الذين ينظرون بسلبية الى الاشهر القليلة المقبلة، حيث سيراوح ملف الرئاسة مكانه، وفق ما اشار عدد من النواب خلال الاتصال بهم لمعرفة آخر الاجواء، معتبرين بأن لا شيء يعطي اليوم بارقة أمل في الاطار الرئاسي، خصوصاً بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، الذي غادر بيروت من دون ان يخرق ثغرة في الجدار الرئاسي المقفل حتى إشعار آخر.

 

في غضون ذلك، ينقل وزير سابق عن ديبلوماسي عربي على إطلاع بما يجري في كواليس مسار الحراك القطري في لبنان، بأنّ شهر تشرين الاول المقبل سيبلور هذه المسألة، وسيكون الخرطوشة الاخيرة ضمن الحراك، وإلا سنعود الى المربع الاول، اي الى نقطة الصفر وهذا يعني الارتطام الكبير.