IMLebanon

القبيات: «تفاهم معراب» يوحد الضاهر ـ حبيش

 

تبدو التحالفات واضحة والخيارات السياسية محسومة في منطقة الدريب الأعلى، حيث تأخذ المعركة الانتخابية طابعاً سياسياً حاداً مع دلالات حزبية تتبلور بتواجد للقوات والكتائب وحضور قوي للتيار الوطني الحر جعلت منه ناخبا أساسياً ومحركا في أي استحقاق اقتراعي، لذلك فضل البقاء على الحياد في غالبية القرى المحسوبة عليه باستثناء القبيات.

بما يتيسر من جهد عوني ـ قواتي يحاول «التيار» و «القوات» تسويق منتج التفاهم المسيحي الثنائي، في حين يتم تمرير الانتخابات في البلدات ذات الغالبية المسيحية عندقت، عيدمون ـ شخلار، العوينات، شدرا، النهرية، بأقل الخسائر الممكنة مع ذريعة ترك الحرية للعائلات لتقرر ما تريد ووقوف الأحزاب على الحياد.

لكن أم المعارك ستخاض في بلدة القبيات، حيث تتعدد دلالات التنافس الحاد سياسيا بين التيار الوطني الحر والقوات وحيثية خاصة للمحامي جوزيف مخايل من جهة، والكتائب والأقطاب العائلية الرئيسة والشيخ مخايل الضاهر، والوزير السابق فوزي حبيش ممثلا بالنائب هادي حبيش من جهة أخرى، إضافة الى الحيثية الهامة لعائلة عبدو وغيرها من العائلات من جهة أخرى.

ومن أهم إفرازات الانتخابات هي خلط أوراق التحالفات التي جعلت من خصوم الأمس حلفاء اليوم، وإذا كان طرفا «تفاهم معراب»: «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، قد تحالفا ضمن لائحة «أهل القبيات»، فان تحالف حبيش ـ الضاهر في لائحة «قرار القبيات» يأتي من باب الضرورات التي تبيح المحظورات، ومن موقع أبغض الحلال بالنسبة لحبيش المدرك تماما أن لا إمكانية له لخوض معركة في ظل التوازنات القائمة، فما كان منه الا أن أعلن تأييده للائحة الانتخابية التي يدعمها الضاهر من دون أية شروط إثر زيارته له في دارته.

وتأتي خطوة حبيش بعد تعثر تحالفه مع مختلف الأقطاب من «تيار» و«قوات» لتكون القبيات للمرة الأولى خارج قبضة حبيش الانتخابية.

وعليه، كرست التحالفات الانتخابية المصالحة التاريخية بين عائلتي الضاهر وحبيش، واجتمعتا في لائحة «القبيات بتقرر» التي تم اعلانها من دارة الوزير السابق مخايل ضاهر.

وفي الوقت الذي ارتأى فيه الضاهر فتح دارته للجميع وتجاوز خلافات الماضي، جدد حبيش هجومه على حلفاء الماضي الذين لطالما شكلوا سنده الانتخابي، والرافعة التي اتكل عليها في الاستحقاقات الانتخابية السابقة، ليؤكد مجددا أن في السياسة لا شيء مستحيلا، ويمكن قلب الأمور حيث تستدعي الحاجة والمصلحة.

المنازلة في القبيات سياسية بامتياز بين «من يريد ان يأخذ قرار القبيات الى خارجها»، بحسب ما يؤكد النائب حبيش، و «بين من يسعى الى ضرب المساعي الوفاقية وجر القبيات الى معركة ظنا منه انه يستطيع ضرب تحالف الأحزاب دفعة واحدة وكسر هالة التفاهم المسيحي الوطني في اكبر بلدة مارونية في محافظة عكار»، بحسب ما يؤكد عضو المكتب السياسي في التيار جيمي جبور.