تبين ان الحاجة الى اكثر من مطار في لبنان يعود الى ثلاثة اسباب رئيسية هي :
١-بسبب عدم قدرة مطار رفيق الحريري الدولي على استيعاب اكثر من ٦ملايين مسافر في السنة وقد دلت الاحصاءات الرسمية ان هذا العدد قد تم تجاوزه اكثر من مرة، ولو كانت الظروف طبيعية لكان العدد قد تجاوز عشرة ملايين مسافر سنويا ٢- وجود العدو الاسرائيلي على حدودنا وشنه اكثر من عدوان على لبنان وتهديد مطاره مما ادى الى اقفال المجال الجوي الوحيد فيه واضطرار الكثير من الناس الى استخدام طرق بحرية للسفر الى خارج لبنان .
٣-بعد المسافات للوصول الى المطار الوحيد خصوصا لابناء الشمال والبقاع .
٤-يمكن اضافة هذا السبب حيث يطالب رئيس غرفة التجارة في طرابلس والشمال بمطار “هوب”اي مطار دولي لا يخدم لبنان وحسب بل المنطقة والعالم اي بمستوى مطار دبي وسنغابور.
ونظرا للحالة التي وصلنا اليها من حيث التهديد بحرب شاملة وتصاريح العدو الاسرائيلي التي تتعرض لامكان ضرب المطار ونظرا للاسباب التي ذكرت تقدم المحامي مجد حرب باقتراح قانون معجل مكرر لاستصلاح مطارات جديدة للاستخدام المدني. ومنها مطار القليعات .
الا وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال علي حميه كان واضحا في هذا الاطار عندما اعلن ان اعادة تشغيل مطار القليعات يحتاج الى موافقة السلطات السورية فهل تنتقل المفاوضات حول اعادة تشغيله الى سوريا ام ان هذا الكلام قد اقفل هذا الملف نهائيا .
توفيق دبوسي رئيس غرفة
التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال يتحدث في هذا الموضوع :
مؤخرا قدم المحامي مجد حرب مشروعا يتعلق بفتح ثلاثة مطارات هي مطار رياق ومطار حامات ومطار الرئيس الشهيد رينيه معوض ونحن اذا نظرنا إلى معظم دول العالم نجد فيها عدة مطارات لا سيما في الدول السياحية مثل لبنان حيث نجد اقبالا عربيا ودوليا على السياحة في الظروف الجيدة المستقرة. ان المسأله ليست عند اللبنانيين فقط الذين هم في صراع فيما بينهم وهم لا يفكرون في بناء وطن بعيد عن التشنجات والتدخلات وعن الصراعات الإقليمية والدولية. ان مطار القليعات هو مطار لبناني من طرابلس الكبرى وهو مشروع ببعد اقليمي دولي لذلك تركيزنا كله في غرفة تجارة وصناعة طرابلس الكبرى بعد دراستنا لشرق المتوسط واكتشافنا الحاجة إلى مطار مركزي يشبه المطارات الضخمة في العالم مثل مطار دبي أو مطار سنغافورة او غيرهما من المطارات التي تخدم شرق المتوسط وتخدم بالنتيجة اقتصادات العالم في شرق المتوسط وهي صلة الوصل بين الشرق والغرب . ان الكلام عن مرفأ مركزي او مطار مركزي او منصة مركزية للنفط والغاز يعني مشروعا استثماريا ضخما موقعه الجغرافي في لبنان من طرابلس الكبرى، لكن المطلوب في هذا المشروع أن تؤمن به الدولة اللبنانية اي المجلس النيابي والمجلس الوزاري ورئيس الجمهورية اي باختصار الإيمان بقدرتنا على إطلاق هكذا مشاريع تخدم اقتصادات العالم في شرق المتوسط . اننا كغرفة هذا ما نراه وقد أكدت الدراسة التي قمنا بها ذلك ونحن نقوم بتحديثها ومتابعتها بشكل دائم مع بعض الجهات المتخصصة. بالطبع نحن نشكر المحامي مجد حرب على جهده الأخير وسندعوه لنستعرض معا هذا المشروع الوطني الذي نتبناه بالدرجة الأولى لكي يصار الى إجماع حوله، كما نؤكد على سقف طموحنا الكبير حول الوطن اللبناني بموقعه الجغرافي وامكاناته وعلاقاته الدولية الايجابية إذ لدينا علاقات اممية إيجابية إلى جانب علاقات اقليمية ودولية صغيرة وضيقة لا تشبه طموح اللبنانيين لكننا عندما نتفق أن لبنان قادر على أن يكون منصة لخدمة اقتصادات العالم فوجود المطار عندئذ هو أمر بديهي وسيخلق استثمارات كبيرة وفرص عمل أكبر. اننا لا نريد مطارا متواضعا او أن يشبه مطار بيروت او سورية او بغداد إنما نريده أن يشبه المطارات المتقدمة في العالم مثل مطار سنغافوره الذي بات مقصدا سياحيا بحد ذاته.
لكن ضمن ظروف لبنان الحالية هل يوجد من يستثمر بهكذا مشروع؟ عندما سيتم الاتفاق على هذه المشاريع سيكون الوضع آمنا ومستقرا واللبنانيون في الداخل والخارج اي في دول الانتشار سيهتمون بالاستثمار عندئذ بالمشروع كما اننا نتمنى أن يكون معنا شركاء عالميين من الصين وأوروبا واميركا وروسيا . اننا نتمنى أن تهتم المؤسسات العالمية بهذه المشاريع في لبنان وان تكون شريكة معنا لكي تصبح أموال المجتمع الدولي مستثمرة على أرض لبنان ويصبح بالتالي أمن لبنان جزءا لا يتجزأ من أمن المجتمع الدولي .
هل لمستم اقبالا او اهتماما بهذه الاستثمارات من خلال اتصالاتكم ؟ طبعا اذا استتب الأمن والاستقرار. لدينا اجتماع قريب عبر زووم مع مستثمرين المان بشأن مطار متطور للبنان وكذلك مرفأ متطور ومنصة نفط وغاز متطورة . اننا نرى أن المراحل التي نعيشها رغم قساوتها سنتغلب عليها وسنصل في النهاية إلى السلام .على اللبنانيين استيعاب بعضهم للوصول إلى مرحلة جديدة لاطلاق لبنان بصيغة السلام وسنكون بعدها بحاجة الى استثمارات كبيرة وهي استثمارات تخدم اقتصادات العالم ضمن المنطقة التي نعيش فيها.
من خلال اتصالاتكم هل لمستم اهتمام مؤسسة دولية ما بالمشروع؟ أجل لمسنا اهتمام إماراتي بذلك والمعروف أن دولة الإمارات أصبحت دولة متقدمة بهكذا مشاريع وهي لديها مشاريعها الضخمة في مجالات معينة مثل المطارات والمرافىء ومنصات النفط والغاز والمصانع. انها اليوم ذات خبرة كبيرة وهي تعرف ان موقع لبنان مختلف عن موقعها الجغرافي لذا من الممكن أن يكون لبنان مركز استثمار جديد للإمارات في المنطقة وبدل أن تدير ٨٥ مرفأ في العالم يصبح لديها ٨٦، وان تضيف مطارا جديدا إلى مجموعة المطارات التي تديرها. اننا كلبنانيين لا مشكلة لدينا بالأمر وكذلك كاقتصاد وطني لأن الإمارات أولا ليس لديها شعب بلا فرص عمل بينما شعبنا بحاجة الى هذه الفرص. اذا عقدنا اتفاقا مع الإمارات ستكون الوظائف في هذه المشاريع للبنانيين.
ما هو تقديركم لفرص العمل في المطار الجديد؟ لن اجيب بلساني إنما بلسان السفير البلجيكي الذي زارنا منذ فترة وقال إن مرفأ بلجيكا يؤمن ٣٠٠٠٠٠ وظيفة . البعض يقول انه ليس لدينا الاختصاصات المطلوبة التي يحتاج اليها المرفأ او المنصة او المطار لكنني اجيبه بأن عملية البناء ستستغرق حوالى ٣ او ٤ سنوات خلالها سنجري اتفاقات مع الجامعات ونوجهها إلى اختصاصات جديدة يحتاج اليها سوق العمل في المرحلة المقبلة في لبنان .
ما هي العوامل التي تمنع قيام مطار جديد ولماذا هذا الأمر لا يحظى باجماع رغم أهميته في كل النواحي؟ ان الصراع القائم بين كل الطوائف والمذاهب في لبنان يزداد قوة في السياسة وكل واحد يبحث عن كيفية فرض الوطن باللون الذي يريده . ان الأمور حتى الآن تسير على هذا المنوال ، كما أن كل واحد مرتبط بدولة من العالم. نحن لا نمانع ان تكون لدينا علاقات مع كل الجهات الدولية على أن تكون علاقات مبنية على التعاون المشترك وعلى سيادة لبنان أولا بعيدا عن المشاكل الضيقة في المشاريع المتصارعة. اننا نريد وطنا آمنا ومستقرا ومزدهرا. اننا نعلم أنه ليس مطلبا سهلا ضمن الأجواء الحالية لبنانيا واقليميا ودوليا لكن لا بد رغم كل شيء من وجود تخطيط لمستقبل لبناني مشرق. اننا نرى أن المرحلة الحالية هي مرحلة مناسبة لإعادة النظر بتركيبة القطاع العام إذ انه قطاع مدمر وغير معمر. إنه مدمر حتى لمن استلمه . ان الدولة والموظفين يدمرون ذاتهم قبل غيرهم وقبل تدمير الوطن لذا أرى أن الوقت أصبح مناسبا جدا لوضع هيكلية جديدة او خريطة جديدة لبناء قطاع عام لديه الكفاءة والنزاهة والإيمان بالوطن.
أخيرا هل سيبقى مشروعكم الحلم حلما ام سينفذ في طرابلس الكبرى؟ ان مشروع طرابلس الكبرى الذي تقدمنا به في غرفة تجارة وصناعة طرابلس ولبنان الشمالي هو مشروع مرتبط بقيامة لبنان. ان المرفأ “hub” في لبنان من طرابلس الكبرى هو جزء من قيامة لبنان كذلك المطار hub المركزي في لبنان من طرابلس الكبرى هو جزء من قيامة لبنان. ان كل هذه المشاريع مرتبطة بإطلاق لبنان الجديد ولا نستطيع الانطلاق بها الا اذا كنا متفقين داخل لبنان ومع المجتمع الدولي على اننا طلاب أمن واستقرار وازدهار. اننا نريد أن نتوسع بالشركة مع المجتمع الدولي لخدمة اقتصاداته واقتصاداتنا وان نخلق فرص عمل وان نقضي على الحركة العنفية والدموية والتطرف.
هل تعتقدون أن تحقيق هذا الأمر بات قريبا؟ انه ليس قريبا في الوقت الحالي لكن الوقت لم يفت فعمر الشعوب لا يقاس بالاشهر او السنين . لقد استطاعت الشعوب على مر التاريخ وبعد صراع طويل ان تحقق أهدافها وبناء اوطانها على أسس سليمة . اننا لا نريد ترقيع الأمور إنما نريد أن ننطلق ببناء وطن آمن ومستقر ومزدهر. ان مجتمعنا شارك المجتمع الدولي في بناء اوطانه وهذا يدل على اهليتنا لبناء وطننا قريبا وان يسهم اللبنانيون المنتشرون في ذلك وان تكون لوطنهم الأولوية لأن الوطن يستحق أن نعيش فيه بأمن واستقرار وازدهار .