تقول مصادر مطلعة لـ “نداء الوطن” إنّ نوّاب عكار وخلال جولاتهم على الكتل النيابية، سمعوا منها مناخاً إيجابياً باتجاه تشغيل مطار القليعات ما عدا كتلة “الوفاء للمقاومة” بذريعة أن “الوقت لم يحن بعد لمثل هذه الخطوة”.
الشمال – يكاد لا يخلو تصريحٌ لمسؤول عكّاري أو شمالي من لازمة التشديد على “ضرورة تشغيل مطار القليعات”. وينسحب الأمر على مواقف مسؤولين من خارج الشمال أيضاً لا سيّما مع توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان والتهديدات التي يتعرّض لها مطار بيروت.
إنّ حاجة لبنان إلى مطارٍ ثانٍ أولوية لا يختلف عليها اثنان. سواء أكان مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات أم أي مطارٍ آخر. إذ يفترض أن يكون للبنان مطار ثانٍ وثالث أسوة بباقي الدول. لم لا؟ سؤالٌ تكمن إجابته بما يُهمس سرّاً عن أن “حزب اللّه” لا يسمح بوجود مطار لا يخضع لسيطرته.
في مرحلة السِّلم، كان الهدف من إنشاء أو تشغيل مطار جديد، هو عدم قدرة مطار رفيق الحريري الدولي، على استيعاب الضغط المتزايد، لا سيّما في المواسم السياحية، إضافةً إلى عدم إمكانية توسّع منشآته ومرافقه. أما في زمن الحرب، فثمّة ضرورة لمطار بعيد من الاستهداف العسكري. وفي هذا الإطار، يتصدّر مطار القليعات النقاش، لأنه وبحسب الدراسات هو الأكثر قابلية للتشغيل، فهو شبه جاهز على المستويين التقني والفني، وتكاد كلفة تشغيله لا تتعدّى الـ 90 مليون دولار، ستذهب من أجل المنشآت والتجهيزات. لكن هذه الكلفة تبدو ضئيلة أمام العائدات الاقتصادية والمالية التي سيوفرها المطار.
وشكّل مطار القليعات مادة أساسية لدى نوّاب عكّار المتعاقبين منذ “الطائف”. وتُشير مصادر كتلة “الاعتدال الوطني” إلى أنها وضعت خطّة لتشغيل المطار، وطرحتها على معظم الكتل النيابية قبل الحرب. وتضيف أن “لجنة الأشغال والطاقة النيابية تضع الملف على طاولتها، لكنّ وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية المحسوب على حزب الله، لم يأخذ قرار تعيين الهيئة الناظمة للطيران المدني التي من المفترض أن تسبق إعلان تشغيل المطار”.
بناءً على هذه المعطيات، ما زال مطار القليعات عصيّاً على الإقلاع، وما يعرقل إعادة تشغيله هو القرار السياسي. تقول مصادر مطلعة لـ “نداء الوطن” إنّ نوّاب عكار وخلال جولاتهم على الكتل النيابية، سمعوا منها مناخاً إيجابياً باتجاه تشغيل مطار القليعات ما عدا كتلة “الوفاء للمقاومة” التي وافقت على المبدأ ولكنها اعتبرت بلسان رئيسها محمد رعد أن “الوقت لم يحن بعد لمثل هذه الخطوة”.
مع دخول لبنان مرحلة الحرب الموسّعة بعد 17 أيلول، وتشغيل نواب “الاعتدال”محرّكاتهم السياسية في ملف رئاسة الجمهورية، لماذا لا يحاولون انتزاع موافقة “الحزب” والرئيس نبيه برّي بشأن مطار القليعات؟ ولفت مصدر في “الاعتدال” إلى أنّ الكتلة تتصرّف بواقعيّة، فالجهود التي لم تثمر في تشغيل المطار قبل الحرب، لن تنجح في ظلّها، حتى لو أقدمت إسرائيل على ضرب مطار بيروت ووضعه خارج الخدمة، فما من شيء يمنعها من ضرب أي مطار آخر يحلّ مكانه. لذا، ترى الكتلة أنّ تشغيل المطار ينتظر وقف الحرب، وانطلاق العملية السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية يأخذ هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي على عاتقه، ويدرجه في البيان الوزاري خصوصاً أنّ مرحلة النهوض الاقتصادي لا تكتمل من دون وجود مطار جديد ومشاريع تنموية مختلفة في كلّ المناطق لا سيّما الأكثر حرماناً، ولا شك أنّ الكتلة وباقي النواب سيضعون الملف على عاتق رئيس الجمهورية العتيد والحكومة الجديدة، حيث “إنّ ثقتنا بها ستكون مشروطة بتضمين مطار القليعات في بيانها الوزاري”.