رفع مناصرو التيار العوني في تحرّكهم السّاخر والهزيل، فالعدد الحقيقي لا علاقة له بعدد السيارات، خصوصاً أنّ بينها سيارات تحمل لوحات سورية ترفع تمويهاً علم التيار العونيّ، رفع العونيون علم تيار المستقبل وقد كتبوا عليه: «الدولة الاسلامية ? إمارة لبنان»، يذهب النائب ميشال عون وجمهوره في استعداء الطائفة السُنيّة إلى أقصى الحدود، ونظنّه بهذا العنوان أحرق كلّ المراكب خلفه وقطع دونه جسر احتمال كونه «مشروع رئيس»، ويُدرك عون جيداً أنّ ما بينه وبين الطائفة السنيّة هو «حرب التحرير» وما تحملوه خلالها من قصف بمدافع الـ 240 ملم العراقيّة، ومع هذا يُفشل عون نفسه كلّما حاول إظهار نفسه «توفيقي»أو «توافقي»، والحقيقة أنه لا هذا ولا ذاك، ونقطة على سطر تقلباته «المروّسة» و»الحادّة»!!
ليس لأهل السُنّة في لبنان مشروع غير الدولة اللبنانيّة، وليس لديهم ميليشيا مسلحة ولا صواريخ ولا مستودعات ذخائر تنفجر بين البيوت في القرى ويمنع حتى الجيش اللبناني من الاقتراب من موقع الانفجار، وليس لدى أهل السنّة أيضاً عصابات ترويج مخدرات في الزعيترية ولا مصانع كابتاغون في الحوزات صاحبها نائب في حزب الله، وليس لديهم تاجر أدوية مزورة شقيقه نائب ووزير عن حزب الله، وليس لدى أهل السنة عصابات خاطفين يجمعون ثروات من الفدية، وليس لدى أهل السنّة مشاريع «إمارات إسلاميّة» وأوّل من وقف وتصدّى لها بدعمهم للجيش اللبناني هم أهل السُنّة في وجه إمارة شاكر العبسي في نهر البارد، ووقفوا خلف الجيش ثانية داعمين له في إزالة إمارة عبرا، فعن أي إمارة إسلاميّة يتحدّث جماعة التيار العوني؟! وهنا لا بدّ لنا من إجابتهم لأنهم يحملون «اليافطة الغلط»!!
حلفاء التيار العوني في حزب الله هم أصحاب مشروع «الجمهورية الإسلامية في لبنان»، وهم يُعدّون العدّة لها منذ أربعة عقود، وهم الذين صرحوا مراراً وتكراراً عن هدفهم هذا وهم الجهة الوحيدة في لبنان التي تملك ترسانة سلاح وصواريخ تضاهي ترسانة أكبر الدول، على العونيين أن يُغيّروا اليافطة، فالتهجّم على الطائفة السُنيّة سيزيد ميشال عون خسارة فوق خسائره، وماذا لو قرروا الردّ عليهم بنفس أسلوبهم؟!
فليراجعوا تاريخ المسيحيين في المنطقة، في عام 1009 أمر السلطان الشيعي الفاطمي «الحاكم بأمر الله» بتدمير كنيسة القيامة!! فليسألوا جنرالهم من هدم كنيسة القيامة؟ ومن أطلق عليها في احتقار شديد اسم «كنيسة القٌمامة»، وليسـألوا عن الخُلفاء الفاطميّين وما عاناه من تعصبّهم أتباع المذاهب والديانات خِلال عهدهم، إسألوا حلفاءكم في حزب الله عن كنيسة القبر المقدس لماذا لم تمسّ زمن الفتح الإسلامي عام 638 م، ولم يقترب مسلم من قبر السيد المسيح المقدّس بسوء…
هذا في التاريخ، أما في الحاضر وقبل ثلاثة عقود فقط من الزمن، فليسأل مناصرو التيار العوني جنرالهم عن مشروع حزب الله الحقيقي، لطالما ردّد كبار السياسيين «الآيات الإيرانيين» أنّ «لبنان يشكل خير أمل لتصدير الثورة الإسلامية»، فليسألوا جنرالهم عن حليفه حزب الله الذي لم يخفِ قادته أنّ مشروعهم هو «الجمهوريّة الإسلامية في لبنان»، وأنّهم في كانون الثاني من عام 1986 كانوا يعدّون في طهران، دستور الجمهورية الإسلامية المقبلة [على كل لبنان أو على جزء منه]، وقد شارك في إعداده [63 شخصية] ومنهم من هو منسوب لأهل السّنة، ومما جاء في هذا الدستور:
«ينبغي تأليف حكومة إسلامية في لبنان كشرط لازم لوضع حدٍ للحرب الداخلية فيه»، ومما هو جدير بالذكر أن الخميني هو المرجع لهذه الدولة، وهو عندهم ظل الله في الأرض كلها. قيل لأحد قادة الحزب [إبراهيم السيد الأمين]: هل أنتم جزء من إيران، فكان رده: «نحن لا نقول: «إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران» [جريدة النهار: 5 – 3/1987].