Site icon IMLebanon

تساؤلات جيرو في محلها؟!

 

سجل الموفد الفرنسي فرانسوا جيرو تساؤلا حمله معه من باريس، عن جدوي المساعي الخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية، طالما ان اللبنانيين او قسما منهم لا يرغبون في انجاز هذا الاستحقاق «لانه لا يؤمن وصول من هو محسوب عليهم الى قصر بعبدا». وعلمت اوساط مرجع رسمي ان الزائر الفرنسي  سأل عن جدوى بعض المواد الدستورية التي تمنع التئام مجلس النواب لاجراء الانتخابات من غير تأمين ثلثي الاصوات النيابية زائدا واحدا كما تساءل جيرو عن ابعاد هذا الاجراء في حال استمر غياب التفاهم على الرئيس؟!

الموضوع الذي لم يفهمه جيرو ولا فهمه سواه ان وراء الفراغ الرئاسي رغبة مبطنة بالتخلي عن المنصب نهائيا، طالما ان مرور تسعة اشهر على الفراغ لم يحدث اية صدمة في البلاد ولا احدث استغرابا لدى من لم يستوعب الى الان المعنى الحقيقي الذي يحول دون انتخاب الرئيس، والا ما معنى هذا الذي يحصل من دون ان تتحرك القيادات السياسية المسيحية صاحبة المسؤولية بالنسبة الى مثل هذا الاستحقاق الذي يأتي من ضمن التساؤل القائل «هل في حال خلت سدة رئاسة مجلس النواب لا يتحرك المعنيون في الطائفة الشيعية والامر عينه ينطبق على رئاسة الحكومة السنية»؟!

وما يقال في معرض مقاطعة جلسات الانتخاب، يجب ان يقال  عن ان ابرز المقاطعين هم من الطائفة المارونية الذين يعود لهم وحدهم امكان تجسيد الاكثرية النيابية التي يستحيل ان تتوفر بمعزل عنهم، مع العلم ان المرشح العماد المتقاعد ميشال عون قد اشترط ان يكون الترشح مقتصرا عليه وعلى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مع ما يعنيه ذلك من سحب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي  وليد جنبلاط مرشحه  النائب هنري حلو، وهذا لم يحصل  حتى اشعار اخر.

من هنا تفهم العلة التي تمنع انتخاب الرئيس، كما تفهم معها علة  الشروط  التي وضعها عون، من غير ان يفهم من كل ما حصل حتى الان ان دولا خارجية واقليمية وراء منع الانتخابات الرئاسية كما يزعم البعض وكما يقال عن ان زيارة جيرو تهدف الى تقريب وجهات النظر بين ايران والسعودية لتذليل تعقيدات غير متوفرة الا في حال كانت رغبة داخلية في منع اجراء الانتخابات؟!

امام هكذا عقد يصبح التساؤل عن  الجهة التي تدعم الصوت الشيعي الذي يتأثر بقرار واضح وصريح من الجمهورية الاسلامية في ايران، لكن الصوت الماروني يمكن ان يكون قد تأثر بالموقف الايراني المساند لحزب الله الحليف الاساسي للجنرال عون، غير ان ذلك لا يمنع القول ان عون يقف وراء العقدة الاساسية، ليس لانه مرشح، بل لانه مرشح ويرفض النزول الى مجلس النواب مساهما في افقاد الجلسات الانتخابية مفعولها، جراء عدم توفر «النصاب المستغرب»؟!

هذا الشيء مرشح لان يستمر مئة سنة، «اذا اعطاهم الرب (لعون وجعجع وجنبلاط) طول العمر. اما الكلام الاخر على مسعى فرنسي، فان خلاصته معروفة من قبل ان يصل جيرو الى بيروت ويقضي بانسحاب عون وجعجع من المنافسة واختيار مرشح وفاقي يزيل اللبس الماروني الحاصل لاسباب مزاجية، سبق القول عنها ان الهدف من وراء ترشح جعجع هو قطع الطريق الرئاسي عن عون