IMLebanon

أسئلة إلى عون وجعجع

بعد سنين من خلاف وحروب الى تحرير ومنفى وسجن وغياب، بعد سنين من الخلاف، ويوم بدأ الخلاف كان المسيحي- والماروني خصوصاً- يحكم وله كلمة، التقيا، لكن الدور المسيحي لم يعد كما كان. اما صلاحيات الرئاسة فأخذت، واليوم حتى الرئيس لم يعد موجوداً، ولا من يكترث.

الالتقاء ضروري والحوار اساسي في بلد متحضر بين خصمين سياسيين، فكيف في منطقة تغلي والوجود المسيحي مهدد أكثر من أي وقت مضى؟ لكن بعد اللقاء بضعة اسئلة تطرح:

– ماذا عن رئيس الجمهورية؟ وهل يرضى الحكيم بالجنرال بعدما اعلن “حزب الله”: عون او لا احد؟

– ماذا عن قانون الانتخابات النيابية؟ هل يصدر عن “التيار” و”القوات” مشروع واحد يعيد التمثيل المسيحي ويفرض الطرفين على حلفائهما؟

– ماذا سيحل بجمهور “التيار” الذي يؤيده كرهاً بالحكيم وبجمهور”القوات” الذي يؤيد الحكيم كرهاً بالجنرال؟ ما سيكون سبب تأييدهم لهذا الفريق أو ذاك؟

– ما هي الخطة المشتركة للحد من النازحين السوريين الذين يقترب عددهم من عدد اللبنانيين تقريباً، وما الخطة المشتركة لمعالجة هذه المسألة التي تشكل خطراً اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً على لبنان واللبنانيين والمسيحيين؟

– ما هو الاتفاق بالنسبة الى قائد الجيش الجديد الذي هو ايضاً مركز مسيحي مهم؟

– ما هي تطلعاتهما الى تحييد لبنان قدر المستطاع كي يتمكن من استعادة عافيته؟

هذه الاسئلة على كل مسؤول ان يجيب اللبنانيين عنها لان اللبناني ينتظر تبريراً أو شرحاً أو جواباً حيال مصيره ومستقبله. وواجب على الحكيم والجنرال تحديداً، لكونهما كما قالا يمثلان فئة كبيرة من المسيحيين، أن يجيبا في شكل صارم عن هذه التساؤلات، وأكثر من الاجابة، ان يفعلا ولا تبقى فقط تحليلات وإجابات، بل خطة واضحة للبنان وللمسيحيين لأن الموقع المسيحي الأول شاغر منذ اكثر من عام والانتخابات النيابية مؤجلة الى ما لا نهاية من دون قانون يعيد الى المسيحيين تمثيلهم العادل. ومن هذا المنطلق أعود الى عظة سيدنا الياس عودة يوم الأحد الفائت في ذكرى جدي غسان تويني، إذ طالب النواب والمسؤولين بأن لا يتركوا المجلس قبل انتخاب رئيس، وبأن يتحركوا، وأكد ايضاً ان على اصحاب الاقلام وعلى الناس ان يتحركوا ويفرضوا ارادتهم، والا كما قال فإننا نتجه الى” انتحار جماعي”! فكم هو على حق، وكم هو مطلوب من كل مواطن وكل مسؤول، وخصوصاً من لقاء عون وجعجع ان يثمر شيئاً إيجابياً وحسياً للمسيحيين وأن لا يكتفيا بالصورة والشكل، لان الوضع يتطلب أكثر من نيات وكلمات وتصريحات إنشائية.

المرحلة تتطلب مواقف صارمة ووطنية للتاريخ!