حديث الساعة هو طرح اسم النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية. البعض فوجىء، خصوصاً ان من طرح الاسم هو الرئيس سعد الحريري، وهذا ما لم يكن متوقعاً.
والبعض ارتاح لانه اعتبر انه بعد الفراغ والتعطيل فلينتخب المجلس من يشاء من المرشحين، وربما الوفاق سيكون ضماناً للاستقرار الأمني السياسي، وقد يتحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي، والبعض الآخر رفض واستنكر واعتبر ان الرئيس سعد الحريري تخلى عن مبادىء 14 آذار. لذا هناك بضعة اسئلة تطرح على الرئيس سعد الحريري، وكذلك على المرشح فرنجيه.
أولاً نسأل المرشح فرنجيه: هل سيكون رئيساً لكل لبنان واللبنانيين، اذا رشح وسمي ووافقت عليه كل الجهات والاطراف؟
واذا كان الجواب نعم، فهل يقبل ان يتفهم هواجس فئة كبيرة من اللبنانيين حيال صديقه الأول، النظام السوري؟
هل يستوعب فرنجيه الأمر ويدرك أن جزءاً كبيراً جداً تظاهر عام 2005 لأنه اعتبر الجيش السوري محتلاً لسيادة لبنان؟ بإعتباره سيكون رئيساً جامعاً، هل سيحترم هؤلاء وتضحياتهم ورأيهم ويمتنع عن إقحام علاقته وصداقاته في سياسة رئاسة الجمهورية؟ وهل ينأى بنفسه عن الحرب السورية وتكون مواقفه مع الخارج لبنانية اولاً؟
والسؤال الثاني: هل بُحث في قانون الانتخابات ضمن هذه التسوية؟ واذا حصل ذلك فهل يضمن فرنجيه قانوناً يعيد الى المسيحيين حقوقهم ويسمح للشباب والمستقلين بأن يخوضوا انتخابات من دون ان يركبوا بوسطات الترويكا اللبنانية؟ إذا تمكّن فرنجيه من أن يحل هاتين العقدتين فيكون تقدم جداً وربح نقاطاً عدة.
أما الرئيس الحريري فهناك من يعاتبه ويدعوه الى الاجابة عن بعض التساؤلات، ومنها:
عام 2005 تحالف مع “حزب الله” وخاض الانتخابات، وعندما حاول ان يثبت مواقف 14 آذار في الحكم حصل فراق مع الحزب وبدأت الاستقالات من الحكومة ونصبت الخيم في وسط بيروت وبدأ التعطيل والتشنج حتى الوصول الى اليوم الاسود، يوم العار، يوم 7 أيار. وبعدها، فقط للذاكرة، اتفقوا في الدوحة، ومجدداً بعد الدوحة تعرض الرئيس الحريري لانقلاب جديد فاستقالوا من حكومته ولم يتمكن الرئيس ميشال سليمان يومها من الحفاظ على اتفاق الدوحة، فخرج الحريري من الحكم، ولم يعد إلا مع الحكومة الحالية ومن الواضح ان ليس في امكانها العمل كما يجب. فالتعطيل سيد الموقف ولم تتمكن حتى من أن تحل أزمة نفايات. فهل مع الخطوة الجديدة يضمن الرئيس الحريري نفسه وحلفاءه؟ وهل يضمن لجمهور آمن بمبادىء معينة انه سيحافظ على احلامه ووجوده فلا يقع مرة أخرى في فخاخ التسويات؟
والسؤال الاخير لمن يحلو له ان يجيب الى متى نبقى رهائن التسويات والزعامات؟