نعم يا «حزب الله»، أطفال سوريا يتوهون في البحار، ويغرقون، وأنت تتوه في بحر دمائهم، وتغرق.
لشدة ما توجع صورة الطفل السوري إيلان كردي، يوجع بيان الكتلة النيابية لـ»حزب الله»، لشدة ما تضمنه من «تقية أخلاقية» لا مكان لها في الإعراب، أقل ما يقال فيها إنها تساوي صفراً مكعباً ومعيباً في قاموس المأساة السورية، التي يتوقف عندها دقيقة، ويغيب عنها ساعات.
هل قال أحد لـ»حزب الله» إن غرق إيلان في بحر من المياه «أرحم» من غرقه في بحر من الدماء التي يغرق فيها الحزب، في سوريا، من رأسه إلى أخمص قدميه، مع غيره من الجماعات التكفيرية التي تقطع الرؤوس باسم الدين؟
هل قال أحد لـ»حزب الله» إن غرق إيلان في بحر من المياه «أرحم» من غرقه في بحر من ركام الأبنية التي تتساقط على رؤوس أطفال سوريا، بتوقيع براميل بشار الأسد المتفجرة؟
هل قال أحد لـ»حزب الله» إن غرق إيلان في بحر من المياه «أرحم» من غرقه في بحر من رصاص التشييع الذي يطلقه «حزب الله»، والذي يخترق رؤوس الأطفال، رفاق إيلان، من محمد البقاعي إلى منير حزينة، الذين هربوا من هذا الرصاص في سوريا، ووجدوه بانتظارهم في لبنان؟
كل هذه الأسئلة في كفة، والأخلاق التي وزعها «حزب الله» في كفة ثانية، فكما يقول البيان إن «الحد الادنى من الالتزام الاخلاقي للدول التي يلوذ اليها السوريون هربا من اتون الحرب الارهابية على بلدهم هو استقبالهم إنسانية وتوفير فرص الحياة الكريمة لهم وقد كان لبنان سبّاقا في هذا المجال وهو لا يزال يحتضن اكثر من مليون نازح سوري يحاول قدر الامكان توفير مستلزمات الحياة لهم«.
هل سأل أحد «حزب الله» أين كان «الحد الادنى من الالتزام الاخلاقي» عندما دخل «شريكاً مضارباً» في تهجير السوريين من أرضهم في القصير والقلمون والزبداني ودرعا وغيرها من المدن السورية؟
هل سأل «حزب الله» وحليفه «التيار العوني» أين كان «الحد الادنى من الالتزام الاخلاقي» عندما أطلق «عواصف عنصريته» ضد النازحين السوريين، وأين كانت «إنسانيته» عندما طالب بـ»إقفال الحدود» وترك النازحين لمصيرهم المجهول؟
هل سأل السيد حسن نصر الله نظيره في رئاسة «التيار العوني» الوزير جبران باسيل عن قوله المأثور قبل سنتين :»لبنان ليس مكبّاً لكي ترمي كل دولة تختلف مع دولة أخرى نفاياتها عندنا»، في أبشع موقف من مأساة السوريين والفلسطينيين، وصل حد وصفهم بـ «النفايات»؟
وأخيراً، ليت نصر الله، وقبل أن تصدر كتلته النيابية بيانها الذي يخجل حبره من ورقه، و»غير المطابق» لمواصفات تورطه في الحرب السورية، ولا حتى لمواصفات «العنصرية» عند حليفه العوني، ليته سأل نظيره عما إذا كان يرى الطفل إيلان من هذه الزاوية، التي وصل إفلاس «التيار العوني» حد المتاجرة بها من أجل تعبئة الناس للنزول إلى الشارع!.