لم يفاجئنا الهجوم الصاعق الذي شنّه الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية في مناسبة خطاباته اليومية في ذكرى عاشوراء خصوصاً وأنّ الضربة القاسية التي تلقتها إيران في الموصل على يد «داعش» والتي ألغت المشروع الإيراني الذي كان يتباهى به قادة إيران من أنّ دولتهم تمتد من أفغانستان الى البحر الأبيض المتوسط… هذه الضربة أسقطت الحلم الإيراني والتباهي بإنجاز لم يبقَ منه إلاّ السراب.
من أجل ذلك أخذت الدولة العظمى الايرانية تبحث عن مبرّر لخسارتها، فالخاسر يبحث دوماً عن المبرّرات… وعمّن يوجّه إليه الإتهام، طبعاً من دون وقائع وأسانيد، فلم تجد سوى السعودية.
من هنا نفهم أنّ السيّد حسن نصرالله الذي لبّى النداء الايراني الأوّل بالتورّط في الحرب السورية دفاعاً عن بشّار الأسد، ها هو يلبّي النداء الايراني الثاني بالتحامل على المملكة العربية السعودية… ولا يستطيع السيّد ألاّ يلبّي الطلب… «فمن يدفع يأمر» يقول المثل الفرنسي السائر.
ولو عدنا الى تاريخ الإرهاب لاكتشفنا أنّه بدأ في الكويت وفي البحرين وفي مصر واليمن (الحوثيون)… ولا يفوتنا ذكر تاريخ الخطف في لبنان، خطف أساتذة الجامعة الأميركية… والعمليات الإرهابية بتفجير المارينز… وتفجير الفرقة الفرنسية… وتفجير السفارة العراقية، وتفجير السفارة الأميركية…
ولا يفوتنا كذلك أن نذكر أنّ الإيرانيين الذين كانوا يرتدون أكفانهم متوجهين الى الحرب لأنّهم اشتروا لهم أراضي في الجنّة!..
فهل هناك من يستطيع أن يشير الى حال إرهابية واحدة نفذتها المملكة العربية السعودية على امتداد تاريخها المعروف؟!. والعكس صحيح فهي التي مدّت وتمد يد المساعدة الى البلدان العربية والإسلامية عموماً من لبنان الى مصر مروراً بعشرات البلدان…