IMLebanon

الهادئ… ؟!

هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله بهدوء لافت، متناسياً الاصبع التي كان يهددنا بها، وثمة ملاحظات:

الملاحظة الأولى- أكثر ما استوقفني في هدوئه، عصر أمس، ديموقراطيته التي هي أيضاً غير معهودة، خصوصاً في إطار تحالفه مع الرئيس نبيه بري صاحب حرية التصرّف وفق ما يشاء، وقد كان كلامه عن العلاقة بينه وبين الرئيس بري في منتهى السلاسة والديموقراطية…

الملاحظة الثانية- اعراب السيّد نصرالله عن رغبة «حزب الله» في أن يعرض نوابه، في جلسة الانتخاب الرئاسية، الأوراق التي تحمل اسم العماد ميشال عون قبل إدخالها في صندوق الإقتراع، تأكيداً على أنهم سيصوّتون بالإجماع للجنرال…

ومعلوم أنّ نظام مجلس النواب يفرض الإقتراع السرّي وأي إشارة في ورقة تعارض سريّة الإقتراع تعتبر ملغاة حكماً.

الملاحظة الثالثة (واستطراداً)- استأذن السيّد نصرالله العماد عون ورئيس حزب التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل للتوجه مباشرة بالحديث الى الجمهور العوني مؤكداً إلتزامه بالجنرال عون، وهاتان الملاحظتان تكشفان عن أزمة ثقة بين الجمهور العوني و»حزب الله».

الملاحظة الرابعة- لن يفرض على الوزير المرشح سليمان فرنجية أي موقف خصوصاً وأنّ رئيس «تيار المردة» هو صاحب قراره يتخذه وفق ما يشاء ويقرّر، ولكن هذا لا يمنع إشارة السيّد نصرالله الى إمكان مواصلة مساعي «حزب الله» لتقريب وجهات النظر بين أطراف 8 آذار.

كما نتوقف عند نقطتين أخريين في كلام السيّد:

الاولى- كلامه المعاد والمكرر على السعودية والإرهاب.. وهذا بات نوعاً من التكرار المعروف الأهداف والأبعاد بقدر ما هو يجافي الواقع والحقيقة.

والثانية- إصراره على موقفه المتورّط في سوريا وإعلانه أنه يعود من سوريا عندما يريد ويقرّر وليس تحت أي عامل آخر.

ولكن الجميع يعرف أنّ قرار ذهابه الى سوريا وانخراطه في الحرب هناك ليس نابعاً منه بل هو قرار إيراني، فطهران هي التي قررت دخول «حزب الله» الى سوريا، وهي التي قررت مشاركته في العمليات الحربية ضد الشعب السوري، وهي التي تقرر متى يعود من سوريا.

عوني الكعكي