بكل صراحة، أنا أحترم د. سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» لأني أعتبر أنه الوحيد الذي عوقب بالسجن 11 سنة وبظروف صعبة بينما كل قادة الميليشيات جرت مكافأتهم بمناصب عالية في البلد… والأنكى أنّ الذي تسبّب بـ3 حروب مسيحية: «حرب الإلغاء» و«التحرير» والأخيرة يوم رفض أن يترك قصر بعبدا بعد مرور سنة على انتخاب الرئيس المغفور له الياس الهراوي… هذا كما يقولون، من حيث المبدأ، ان الدكتور جعجع خرج من السجن انساناً ثانياً بكل معنى الكلمة، ولا تجوز مقارنته مع الذي هرب الى السفارة الفرنسية ومنها الى فرنسا.
وفي الحقيقة فإنّ جعجع عاد بحكمة وعقل وتصرفات رئاسية، أما الثاني وللأسف، فقد عاد وجشع الحكم ليس له حدود عنده على جميع الأصعدة…
بعد هذه المقدمة لا بد من أن نتوقف عند بعض المواقف التي أعلن عنها الدكتور جعجع:
أولاً: يقول د. جعجع إنّه على «تيار المستقبل» أن يعيد حساباته بالنسبة لنتائج انتخابات بلدية طرابلس ويجب إعادة قراءتها…
نقول للدكتور جعجع إنّ الرئيس سعد الحريري بعد غياب قسري لـ3 سنوات قرّر عند عودته أن يتصالح مع جميع إخوانه من «أهل السُنّة» في كل لبنان، ومن أجل ذلك وافق على الاجتماع عند الرئيس تمام سلام مع الرئيس نجيب ميقاتي، وليس سراً أنّ الرئيس الحريري كان يريد أن يتبنّى ترشيح عمر الحلاب لرئاسة البلدية فرفض الرئيس ميقاتي وأصرّ على عزام عويضة قريبه، لذلك وتفادياً لأي معركة في طرابلس أراد الرئيس الحريري أن يترك الميقاتي يتصرّف كما يشاء، وطبعاً، يا دكتور، عليك أن تنظر الى هذه النتيجة ضمن الإطار التالي:
إنّ أهل طرابلس لا يمكن أن يؤيّدوا مرشح «حزب الله» والسوريين، خصوصاً أنّ الخيانة التي ارتكبها الرئيس ميقاتي بحق الرئيس الحريري لا يمكن أن يغفروها له… وبالرغم من أن الميقاتي بحكومته العتيدة جاء بـ5 وزراء من طرابلس وكسر التوازن إذ أعطى للسُنّة زيادة وزير عن الشيعة وهم: الرئيس ميقاتي، والوزير محمد الصفدي للمال، والوزير نقولا نحاس للاقتصاد، والوزير احمد كرامي والوزير فيصل كرامي للشباب والرياضة وكانت أفشل حكومة في تاريخ لبنان على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية.
ثانيا: أهل طرابلس لا ينسون علي عيد وابنه رفعت وزعرانه الذين كانوا يعتدون من جبل محسن على باب التبانة وكيف هرب علي عيد وابنه رفعت بينما الذين دافعوا عن طرابلس يقبعون في السجون من دون محاكمة؟!.
ثالثاً: أهل طرابلس يعانون من حال إقتصادية صعبة ونقص في الخدمات وسوء التقديمات الإجتماعية أو أي إنماء مما سبب بطالة عالية جداً وفقراً مدقعاً، وهذا يا دكتور يشكل بيئة حاضنة لأي تطرّف.
رابعاً: الوعود التي أطلقها الرئيس ميقاتي بدءًا من «بنك الفقراء» عام 2008 الى موضوع تأمين الكهرباء 24/24 ولم ينفذ منها شيء، وهذا لا يمكن لاهل طرابلس أن يسامحوا الميقاتي عليه لان وعوده كانت كاذبة.
من ناحية ثانية، يحتج الدكتور جعجع على الرئيس الحريري لتأييده العماد عون بينما يسمح لنفسه أن يؤيّد لا بل أن يعلن من «معراب» ترشيح الجنرال عون للرئاسة، فكيف تحلل لنفسك يا دكتور ما تحرّمه على غيرك؟!.
وللتاريخ فإنّ الرئيس الحريري لم يرشح الجنرال عون بل اتفق معه على أنه يمكن أن يؤيده بعد حصول عون على موافقة من جميع المسيحيين وهذا يعلمه جيداً الدكتور جعجع.
فأين الخطأ؟
امّا بالنسبة لترشيح الوزير سليمان فرنجية للرئاسة من قِبَل الرئيس الحريري فالدكتور جعجع يعلم جيداً أنّ هذا الترشيح جاء بعد مرور سنة على الاستحقاق من دون الوصول الى ضوء في هذا النفق المظلم ولو صغير… أو الى أمل بالوصول الى انتخاب رئيس، وبدل أن نبدي رغبة في عدم القبول بشغور موقع رئاسة الجمهورية كان هدف الرئيس الحريري الوحيد أن لا يبقى هذا الموقع، وهو الموقع الاول في الجمهورية، شاغراً.
أين الجريمة التي ارتكبها الرئيس الحريري؟ نرى يا دكتور أنّ تراجع حساباتك وتعود الى ضميرك، لأنك لم ولن تجد حليفاً مخلصاً وصادقاً ووفياً مثل الرئيس سعد الحريري.